حكومة العدل الالهي

موضوع: حكومة العدل الالهي 14/10/2009, 4:16 am

إن الله تعالى يبغض الظلم والجهل واستعباد العباد والتعامل معهم في سوق النخاسة والإذلال، والتلاعب بمصيرهم وحرياتهم واعتقاداتهم، ويكره لهم الشرك والوثنية والإلحاد، وعبادة غيره سبحانه- لذا مّنَ عليهم بنبي باطني وهو العقل حيث قال له أدبر فأدبر وقال له اقبل فاقبل ثم قال تعالى وعزتي وجلالي بك أثيب وبك أعذب ثم انزل وحيا مكتوبا فيه كل شيء لإصلاح للإنسانية (ما فرطنا في الكتاب من شيء) انزله على الصادق الأمين ليبلغه للإنسان ويعلم ما فيه من آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ليمتحن قلوب البشرية به، ليحيى من حي عن بينة ويضل من ضل عن بينة.هذا الرسول الكريم الأمين محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) مبّلغ الوحي ومشرّع قوانينه وأسسه ومبادئه من هداية الإنسان وإنارة الطريق أمامه وإبعاده عن الاعتداء وحمل مشعل النور لتهتدي الأجيال من الظلام الدامس الذي غلف البشرية بكوابيسه العاتية والمتوحشة والمقرفة في كل الأحيان والأوقات.نزلت الرسالة المحمدية بعد تسلسل طويل من الرسالات السابقة التي أرادها الله تعالى كهداية لبني ادم وخلاصا من التيه والضياع أو إتباع شريعة الغاب القاسية الفاشلة..

ومعلوم كيف ختمت هذه الرسالات بنبوة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وشريعة الإسلام الخاتمة والتي عانى من اجلها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بما لا يتصوره بشر حتى قال (صلى الله عليه واله وسلم): ما أوذي نبي مثل ما أوذيت وكان يقول للناس (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبّنّ عنها، فانا اخذ بحجزكم عن النار وانتم تفلتون من بين يدي) مسند احمد ج3: ص392.وهكذا استمر الرسول الخاتم بالتبليغ والهداية طول عمره الشريف وعندما اقترب اجله (صلى الله عليه واله وسلم) فخطب الناس قائلا (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض..)

هذا التأكيد من الهادي البشير على وجود الأئمة من اجل إتمام الحجة على الناس لكي يكونوا خاضعين لأمر الله وتطبيق سنن وأحكام الإسلام في هذه المعمورة والرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يعلم بتأكيده هذا خوفه على عترته من طواغيت الظلال والكفر على ما لاقاه الأئمة (عليهم السلام) فيما إذا تصدوا للمشروع الإسلامي بأمر الله لإكمال الدين وإتمام النعمة فواجهوا حربا لا هوادة فيها ولا توقف حتى قال قائلهم ما منا إلا مقتول أو مسموم وهذا الذي حدث عليهم حتى إذن الله للإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن بالغيبة والاختفاء 260هـ وعلى مرحلتين الأولى صغرى كان فيها يتصل بنوابه الأربعة وغيبة كبرى ممتدة إلى ما شاء الله والى أن يأذن تعالى بظهوره وحيث ممن نعيش ذكرى ولادته الميمونة يوم 15 شعبان المبارك وهي محطة مهمة في أطروحة الشيعة من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) حيث الإمام يعيش معنا ويراقب وضعنا ونسعد بفيوضاته ونكرم بدعائه وتنزل البركات لأجله وأتباعه لان الله يرث الأرض عباده الصالحين الصادقين وهذه الفكرة العظيمة الايجابية التي بها اثر بالغ بالأمل لوجوده واستيعاب أطروحته حيث تختزن تجارب التاريخ التي مرت على الناس من القبيح إلى الجميل ومن المستقيم إلى الملتوي أو من الخير إلى الشر حيث تنضج البشرية وتحتاج قائد عالمي بمستوى التحديات الحضارية وما تمتلكه من وسائل إعلام مظللة أو أسلحة دمار فتاكة متطورة ومن فلسفات مظلمة لعبت في أفكار الناس حتى شوهت عقائدهم ونظرياتهم وسلوكهم وأصبح يعيش في ميدان الغالب والمغلوب فالسيطرة للأول يحكم بما يشاء ويتصرف بما يريد ويعيش الناس بقطب واحد ومغلوب على أمره وعلى كل المستويات ويتصرف بها الشيطان وحزبه وتضج الدنيا بأهلها حيث تملأ الأرض ظلما وجورا وفسادا وريبةً وييأس الناس من كل إصلاح وطرقه ومناهجه وتضييق النفوس وتصل القلوب إلى الحناجر حتى تمل البشرية ولسان حالها يقول متى نصر الله، أين ناصر الأولياء أين مذل الجبابرة والمقسطين أين الطالب بدم المقتول بكربلاء أين المؤيد من السماء أين أين الأكرمين. والجميع يقول أين ابن ...

ولعله متأخر بسبب ذنوبنا والناس غير مستعدة لاستقباله وهي تعلم أو لا تعلم حيث المطلوب منا لاستقباله:
- التهيؤ والتحضر والتدريب على كل فنون القوة.
2- الانتظار الجميل له لان خير عمل في هذا الزمان انتظار الفرج.
3- التواصي بالحق والتواصي والصبر.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5- فهم نظرية الشيعة الاثنى عشرية في الحكم والابتعاد عن الشكوك والظنون التي هي لواقح الفتن.
6- مراجعة تاريخ أهل البيت مراجعة دقيقة من اجل التأسي بحياتهم ونهجهم والسير عليه قبل فوات الأوان حينها لا يفيد نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل.
7- الصبر على المكاره في طريق أهل البيت فهو طريق الله القويم.
8- لنجري اختبارات عملية لسلوكنا وهل يطابق مجتمع عالم الظهور المنتظر الموعود إذا أذن الله تعالى للمنتظر بالخروج.

وعليه تكون لهذه الدورة التكاملية في الحياة ومن المنبع إلى المصب يحسدنا الناس نحن أتباع أهل البيت على ما لدينا من وضوح في الطريق وتصور متصل متكامل من السماء إلى الأرض الذي يفتقده الآخرون ويتعبدون بالأوهام والخرافات والتفسير المقلوب لحياة الأمم وسعادتها. وهم خائفون ومتزلزلون لأنهم لا يعرفون مصيرهم في أي من وديان الجحيم سيسكنون ولذا هم يلجئون إلى الإفساد والعبث والتخريب وإلغاء الإنسان من الوجود وذلك لقصر نظرهم وخراب أفكارهم (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) نسال الله أن يفتح قلوبنا بالإيمان لنستقبل العدل المنتظر بنيات صافية صادقة وان يمن الله على المستضعفين بوجوده ويخلصهم من الجور وحياة القلق والارتباك وان غداً لناظره قريب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

***

علي إبراهيم
15/ شعبان 1430

موضوع: رد: حكومة العدل الالهي 14/10/2009, 12:30 pm

بوركتم ........

موضوع: رد: حكومة العدل الالهي 15/10/2009, 10:44 pm

السلام عليكم ورحمة الله

اشكرك اختي جزيل الشكر موضوع قيم

بارك الله بك

موضوع: رد: حكومة العدل الالهي 16/10/2009, 5:24 am

ابدعتي غاليتي
بووركتي
جزاكِ الله خير الجزآء
دمتي بوود وسلامــة
يسلمو على المرور العطر

موضوع: رد: حكومة العدل الالهي 28/10/2009, 5:58 am

جعلنا الله من المنتظرين للامام عليه السلام

وفقك الله