كشف السفير البحريني في العراق صلاح المالكي لـ «الوسط» أن «الافتتاح الرسمي للمقر الدائم لقنصليتنا في النجف التي باشرت أعمالها يوم أمس بمقرها المؤقت بفندق قصر الدار سيتم خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
وأشار السفير إلى أن القنصلية البحرينية في «النجف» هي الأولى عربيّاً والثانية دوليّاً في المدينة المذكورة، معتبراً ذلك مؤشراً على العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأوضح المالكي أن «موعد افتتاح المقر المؤقت تم تقديمه 10 أيام عن موعده المقرر سابقاً في 18 الشهر الجاري، رغبة في توفير الخدمات القنصلية للمواطنين خلال موسم «الزيارة الشعبانية» الذي سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة».
وقال أيضاً إن «افتتاح القنصلية البحرينية في النجف خطوة كنا نحلم بها وقد تحققت، ونأمل أن يمتد التعاون بيننا وبين أشقائنا في العراق إلى ما هو أكبر من ذلك».
وتابع «نشكر السلطات العراقية، عبر الوسط للتسهيلات التي قدمتها وسرعة الإجراءات الرسمية التي أدت إلى الافتتاح المؤقت للقنصلية، بعد قرار مجلس الوزراء العراقي بالموافقة على افتتاحها خلال المدة الماضية».
وأفاد السفير البحريني في العراق أن «الافتتاح الرسمي للقنصلية سيجرى بأسرع مدة ممكنة، وسيتم خلاله دعوة المسئولين في البلدين في حفلٍ سيعلن بعد افتتاح الموقع الدائم للقنصلية».
وأردف «ستكون هناك خطوات متلاحقة لتعزيز العلاقات بين البلدين، منها زيادة الرحلات الجوية، وتقديم خدمات أوسع عبر السفارة والقنصلية».
وعن الخدمات التي ستقدمها القنصلية، قال السفير المالكي: «سترعى القنصلية مصالح البحرينيين بالعراق، وستعمل على تسهيل أمورهم، ومتابعة ما يتعرضون له من أمور كفقدانهم جوازات السفر، وكذلك تصديق الشهادات الدراسية، وتصديق شهادات الولادة والوفاة، سيكون بإمكان أي مواطن بحريني القيام بإجراءاته الرسمية في العراق عبر القنصلية، وخاصة إذا كان بعيداً عن موقع السفارة البحرينية في بغداد».
إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية بياناً رسميّاً أشارت فيه إلى أن القنصلية العامة لمملكة البحرين في مدينة النجف بجمهورية العراق الشقيق باشرت أعمالها صباح أمس (الخميس) وذلك لخدمة ورعاية مصالح المواطنين الوافدين إلى مدينة النجف.
وأوضحت أنه «ستتخذ القنصلية العامة فندق قصر الدار مقرّاً مؤقتاً لها إلى حين تحديد مقر دائم من قبل السلطات المختصة في جمهورية العراق الشقيقة وافتتاحها بشكل رسمي».
وقالت في بيانها أيضاً «يأتي تواجد القنصلية العامة في النجف بناء على التوجيهات الملكية السامية من لدن عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وذلك من أجل توفير الخدمات القنصلية لمرتادي المدينة من قبل المواطنين البحرينيين بهدف الزيارة وتلقي العلوم الدينية».
وختمت بالقول: «سوف يكون الدبلوماسي عبدالله موسى الصائغ متواجداً على رأس العمل في القنصلية لتقديم المساعدات إلى المواطنين وتسهيل أمورهم إذ يمكن الاتصال به على الرقم 009647901333913».
يشار إلى أنه كان من المفترض أن يتم افتتاح القنصلية البحرينية في «النجف» منتصف مارس/ آذار الماضي، لتكون بذلك أول قنصلية عربية في النجف، إلا أن تأجيل الانتخابات العراقية إلى مطلع مارس/ آذار الماضي بدلاً من عقدها منتصف يناير/ كانون الثاني دعا السلطات البحرينية إلى إرجاء قرار افتتاح القنصلية في النجف.
ويذكر أيضاً أن البحرين حصلت على موافقة الحكومة العراقية على افتتاح قنصلية بحرينية في النجف، بعد أن أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في تصريح صدر عن مكتبه أن مجلس الوزراء وافق في سبتمبر/ أيلول 2009 على «توصية وزارة الخارجية بشأن فتح قنصلية عامة لمملكة البحرين في محافظة النجف الأشرف على أن تحتفظ جمهورية العراق بحقها في فتح قنصلية عامة في مملكة البحرين مستقبلاً وعند توافر الإمكانات وفقا لمبدأ المقابلة بالمثل واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية للعام 1963».
ويشكل افتتاح قنصلية بحرينية في النجف أهمية كبيرة في خدمة الزوار البحرينيين وحماية مصالحهم والوقوف على احتياجاتهم، كما ستوفر عليهم المجيء إلى بغداد لإنهاء معاملاتهم، إضافة إلى مساعدة المقيمين والدارسين في النجف الأشرف.
يشار إلى أن نحو 57 ألفاً من البحرينيين، بحسب إحصاءات عراقية رسمية، سافروا إلى العراق خلال موسم الأربعين الماضي (يناير/ كانون الثاني الماضي)، بالإضافة إلى عدد يصل إلى 13 ألفاً من الأشقاء السعوديين قاموا بالحجز عبر شركات الطيران البحرينية التي تسير رحلات جوية إلى العراق.
وتقوم شركات الطيران بفتح المجال أمام رحلات جوية إضافية لتغطية الطلبات المتنامية على السفر في المواسم الدينية للعراق (عاشوراء، والأربعين، والزيارة الشعبانية، وعرفة)، إذ تعمل كل الشركات بطاقتها الاستيعابية القصوى لتغطية المواسم التي يقبل عليها المواطنون في البحرين والخليج بشكل متزايد سنويّاً بعد التسهيلات التي قدمت خلال الفترة الماضية من فتح المجال أمام الطيران المباشر إلى تسهيل الإجراءات.
وازداد إقبال البحرينيين على العراق بعد سقوط النظام السابق في العام 2003، وتعد السفارة البحرينية في بغداد من أسبق السفارات العربية التي افتتحت مؤخراً، ومن المؤمل أن يسهم افتتاح القنصلية البحرينية في النجف في التسهيل على الزوار البحرينيين الذين يتواجدون غالباً في كربلاء والنجف أثناء زيارتهم العراق
