النجف تستقبل مئات الالاف لاحياء ذكرى المبعث النبوي الشريف

وكالات / توافد إلى مدينة النجف الاشرف اليوم الجمعة ،الآلاف من المسلمين لإحياء ليلة المبعث النبوي الشريف ويومها عند مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

وقال عبد الحسين محبوبة عضو مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة ومسؤول غرفة عمليات زيارة المبعث " الاستعدادات التي تجريها العتبة العلوية على اتم ما يمكن ومن جميع النواحي الأمنية والخدمية والإعلامية ".

وأكد محبوبة " تم التنسيق مع قيادة شرطة النجف الاشرف لدراسة خطة حماية الزائرين وتحديد المداخل والمخارج لضمان انسيابية دخول الزوار وكذلك تم تهيئة الكوادر الخدمية الخاصة بتوفير الماء والطعام وأماكن الوضوء والحمامات للزائرين ورفع النفايات بعد الانتهاء من الزيارة " ،متابعاً " نحن نحس بمعاناة الزائرين من ضيق المكان بسبب بناء صحن فاطمة (عليها السلام) لذا اعددنا سرادق لإيوائهم واماكن لممارسة طقوسهم العبادية على اكمل وجه وستبقى ابواب العتبة مفتوحة لليوم التالي ".

وبخصوص توقعاته لعدد الزائرين والوفود التي ستصل النجف الاشرف ،اشار محبوبة " نتوقع وصول الالاف من الزائرين من عموم المحافظات العراقية والكثير من الوفود العربية والاسلامية علماً ان العتبة العلوية تستقبل يومياً العديد من المجاميع والوفود من الهند وباكستان والبحرين والسعودية وايران واوربا" ، مضيفا "ان زيارة المبعث تسمى زيارة الغفلة بسبب عفلة الكثيرين عنها ،لذا نوجه النداء للمسلمين باحياء هذه الليلة المباركة عند امير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الاشرف او في منازلهم كي لا يفوتهم الثواب العظيم لهذه الليلة المباركة

".

وعن دور المؤسسات الحكومية والدوائر الخدمية في المحافظة ، قال محبوبة " ان دور المؤسسات الحكومية في النجف الاشرف يتعاظم ايام الزيارات الكبيرة وبخصوص زيارة المبعث ستتعاون ان شاء الله الدوائر المعنية مشكورة مثل دائرة الكهرباء التي ستوفر الطاقة الكهربائية اللازمة للزوار مع الترشيد من قبلنا ودائرة الماء علما اننا قمنا بنصب منظومة متطورة (r.o) متخصصة لتحلية المياة ومنظومة تبريد تنتج ماء بدرجة برودة 6مئوية ودائرة البلديات والقوات الامنية من شرطة وجيش عراقي

وفي سياق متصل قال هاشم الباججي مسؤول اعلام العتبة العلوية " قمنا بطباعة آلاف المنشورات والكراسات استعداداً للمناسبة لتوزيعها على الزائرين ابتداءاً من اليوم وحتى يوم غد، ونتوقع مجيء الالاف من الزائرين لاحياء هذه الليلة "، مضيفا" لقد استنفر كل كادر العتبة العلوية والبالغ اكثر من 1500 شخص مع العديد من المتطوعين لخدمة الزائرين توزعوا بين اقسام الخدمات والامنية والضيافة والادارة ".

وتابع الباججي " انتشر على محيط الصحن الشريف المئات من المواكب الخدمية لاهالي النجف الاشرف يقدمون الماء والطعام وكذلك نصبت العتبة العديد من السرادق لايواء الزائرين وسيكون لمضيف العتبة العلوية دور بالمناسبة حيث سيقدم اكثر من 12الف وجبة غذائية لان الناس سيكونون مشغولين باداء المراسيم الخاصة بهذه المناسبة من صلاة ودعاء وزيارة ".

ويذكر ان ليلة 27 من رجب هي ليلة المبعث النبوي الشريف وهي من الليالي المتبرّكة ويقصد النجف الاشرف سنويا الالاف من المسلمين لإحيائها، حيث روي عن الامام محمد الجواد (عليه السلام) قال "إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة". ومن اعمالها "زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام).

وذكر الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان ان " أبا عبد الله محمد بن بطوطة الذي هو من علماء أهل السنة وقد عاش قبل ستة قرون قد أتى بذكر المرقد الطاهر لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في رحلته المعروفة باسمه (رحلة ابن بطوطة)، عندما ذكر دخوله مدينة النجف الاشرف في عودته من مكة المعظمة، فقال: وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى عندهم ليلة المحيا يؤتى إلى تلك الروضة بكل مُقْعَدٍ من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأَرْبعون ونحو ذلك، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلٍّ وذاكر وتالٍ ومشاهد الروضة، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء، وهم يقولون: ( لا إِلهَ إِلاّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عَلِيُّ وَلِيُّ الله) . وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات، ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضيّاف ثلاثة من الرجال: أحدهم من ارض الروم، والثاني من إصبهان، والثالث من خراسان وهم مُقعدون، فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر، وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام".

وأما يوم المبعث (27رجب) فهو عيد من الأعياد العظيمة للمسلمين وفيه كان بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهبوط جبرئيل عليه (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة، وفيه عدة أعمال منها "الغسل و الصيام،الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد و زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام.