وكالات / دعيت جنوب افريقيا بعد نجاحها في استضافة المونديال، الى البناء على هذا النجاح والوحدة من اجل التصدي للتحديات الاجتماعية التي تواجهها.
وكانت مباريات كأس العالم لكرة القدم اختتمت الاحد في ستاد جوهانسبورغ الذي اثار وجود نلسون مانديلا فيه حماس الحضور خلال المباراة النهائية التي فازت فيها اسبانيا على هولندا وتابعها 700 مليون شخص في العالم.
وصفق الحضور بحرارة عند مرور حائز نوبل للسلام البالغ من العمر 91 عاما مع زوجته غراسا ماشيل في نهاية الحفل الختامي لاول مونديال في القارة السوداء.
وبعد الاشادات الواسعة بنجاح تنظيم هذه الدورة، انتقل الحديث الاثنين الى الدعوة الى البناء على هذا النجاح والوحدة للتصدي للتحديات التي ما زالت تواجهها جنوب افريقيا بعد عشرين عاما عن مغادرة مانديلا سجن الفصل العنصري.
وكتبت صحيفة التايمز في عنوان عريض على صفحتها الاولى "لقد نجحنا!". واضافت ان "دروس استضافة مباريات كأس العالم يجب ان تطبق".
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها ان "الدورة جاءت في وقت مناسب جدا"، موضحة انه "منذ بضعة اشهر (...) كان وجودنا كامة متحدة وغير عرقية موضع تساؤلات. لكن المونديال جاءت لتعزز الشعور الوطني بشكل لم نره من قبل".
واكدت الصحيفة "انها الروح التي يجب علينا الا نفقدها ابدا".
من جهتها، قالت صحيفة "بيزنس داي" ان فوائد توحيد البلاد يجب ان توظف لتلبية المطالب الاجتماعية الملحة. واضافت "هذا يعني انه من الصعب القول اننا لم ننفق في الواقع اموالا طائلة من اجل المونديال".
ورأت الصحيفة ان "مباريات كأس العالم فتحت اعين العالم على ما لدينا لنقدمه وذكرت سكان جنوب افريقيا بما هو ممكن. انه مزيج رائع ملىء بالفرص التي يتوجب علينا عدم اضاعتها".
وبالنسبة لسكان جنوب افريقيا، فقد طغى لديهم شعور وطني كبير بالاعتزاز لاستضافة الدورة على وجود نجوم كرة القدم مثل ليونيل ميسي ووين روني.
لكن بينما اظهرت دورة كأس العالم لكرة القدم وحدة جنوب افريقيا، ما زال هذا البلد يواجه تحديات هائلة تتمثل في الحد من الانقسام العرقي والفرق الشاسع بين الاغنياء والفقراء.
وقال الاسقف المتقاعد ديزموند توتو لصحيفة التايمز "كانت دورة رائعة لكنها لا تنفي واقع ان معظم مواطني جنوب افريقيا ليس لديهم بيوت ومدارس ومستشفيات ومياه واشياء اخرى كثيرة".
من جهته، اكد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان المونديال قدمت لهذا البلد فوائد "لا تقدر بثمن" لانها جلبت جميع افراد الشعب من كل الاعراق الى الملاعب.
اما داني جوردان الذي كان من كباء المناضلين ضد نظام الفصل العنصري فرأى ان هذه المناسبة سمحت "بتقديم جنوب افريقيا التي كنا نحلم بها عندما خرج مانديلا من السجن في 1990 واصبحت واقعا في 2010".
واضاف ان "المساهمة في ذلك هو ما يولد الشعور الجديد بالاعتزاز والاتحاد".
واشار الى ان مباريات كأس العالم "خلقت لسكان جنوب افريقيا منصة للجلوس معا واكتشاف الشعور بالفرخ والحديث عن مشاكلهم واملهم في المستقبل".
وقد اكدت جنوب افريقيا ارتياحها لانها تمكنت من التغلب على المشككين في قدرتها على تنظيم المونديال نظرا للجريمة المتصاعدة ووسائل النقل البدائية التي لا تسمح لها باستضافة المباريات.
وساهم نشر اكثر من اربعين الف شرطي في منع وقوع جرائم قتل بين مشجعي فرق كرة القدم بينما تمكن جنوب افارقة عدة من الاستغناء عن سياراتهم للمرة الاولى بفضل وسائل النقل العام.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم ان عدد الذين حضروا المباريات بلغ في مجموعة ثلاثة ملايين شخص وقدرت عدد الذين تابعوها على التلفزيون ب700 مليون في 215 بلدا ومنطقة.
وكان المونديال اختتم مساء الاحد بعرض للفنانة الكولومبية شاكيرا واغنيتها "واكا واكا"، وعرض شارك فيه 700 شخص نقل على شاشات عملاقة في البلاد.