النجف مصدر الاشعاع المهدوي

موضوع: النجف مصدر الاشعاع المهدوي 29/7/2010, 6:48 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أأشرف خلق الله محمد وآله وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الأول

وهو عن آدم(عليه السلام) والاختبار الإلهي

قال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } الآيات ( 11- 12) من سورة الأعراف .

في البداية أود ان استعرض بعض الشيء عن الشيطان الرجيم وعبادته :

إبليس هو مخلوق من الجن , ومكونات خلق الجن تختلف جذرياً عن مكونات خلق الجسم البشري فالانسان خلق من طين وماء والطين يحتوي على كتلة فيكون ظاهراً مرئياً للعين المجردة ويكون تحركه ايضاً محدوداً يحتاج في التنقل إلى واسطة نقل تحمله في اسفاره , لكن الجن مخلوق من شنى النار اللطيف غير المرئي للعين المجردة فهو خفيف جداً سهل عليه التحرك لأي منطقة يريد لانه اقل وزناً من الهواء فتحمله الريح بدون واسطة فيستطيع مثلاً وحسب طبيعة خلقه دوران الكرة الارضية باقل من يوم وهذا صعب جداً ومن الصعب جداً على الانسان بطبيعته ان يفعله بدون واسطة نقل متطورة أو بدون تدخل العامل الطبيعي والقدرة الإلهية , ويستطيع كذلك الجن خرق المباني والجدران وان يرانا ونحن لا نراه وان يطلع على اعمالنا وتحركاتنا ونحن لا نعلم عنه إلا ما علمنا الله سبحانه عنه , لقد عبد الشيطان الرجيم البارئ (عز وجل) عبادة مكثفة وحسب ما يروى دامت اكثر من ستة آلاف عام فكان كلما زاد في العبادة رفعه الله تعالى درجة وقرب مكانه وهكذا حتى رفعه البارئ (عز وجل) من مقامه ومسكنه مع فصيلته من الجن في الارض والعالم السفلي فاسكنه مع الملائكة في السماء وهذه نعمة انعم بها الله سبحانه على ابليس فأصبح من السكن والمنزلة بدرجة الملائكة فكان يتباهى بهذه الدرجة مفتخراً جداً لانه استطاع ان يصل إلى هذه الدرجة علماً انه مخلوق من عقل وشهوات والملائكة خلقت وتحمل العقل بدون شهوات بمختلف انواعها فكانت عبادتهم خالصة مكثفة للبارئ (عز وجل) أما الشيطان فقد تغلب بعقله على غرائزه فبدأ يعتقد انه اعلى درجة من الملائكة حسب ظنه فلهذا ظل مفتخراً بين جميع المخلوقات المعاصرة وخاصة الملائكة منهم بعبادته وطاعته لامر مولاه وخالقه مدة من الزمن ولكن بالحقيقة هو غير خالص النية بعبادته فدخل العجب والرياء فيه .

وهنا اراد البارئ سبحانه ان يؤسس ويكوّن مقدمة ملموسة مرئية وواضحة لدى الكائنات آنذاك وخاصة منها الملائكة بأنه يوجد مخلوق اقل درجة منه ظاهراً لكنه استطاع بالعبادة ان يصل إلى درجتهم أو اعلى من ذلك بالتقرب للبارئ سبحانه , كذلك تفيد هذه المقدمة لتدريب المخلوقات على الطاعة وكيفية معرفة الحق واتباعه وكذلك اراد المولى سبحانه كشف حقيقة ابليس ونواياه وهل ان الشيطان هو فعلاً مطيع لآوامر البارئ سبحانه كما يدعي .

فبدأ البارئ سبحانه بخلق آدم(عليه السلام) ووضع فيه خلايا عقلية اوسع بكثير مما يمتلك الجن , تؤهل آدم(عليه السلام) بأن يكون خليفة الله تعالى في ارضه وحامل الرسالات السماوية ومبلغها من دون المخلوقات , فعندما اتم البارئ سبحانه خلق آدم(عليه السلام) امر الملائكة بالسجود لآدم(عليه السلام) والسجود هنا ليس بمعنى العبودية لآدم(عليه السلام) بل السجود اعترافاً بالعبودية للبارئ (عز وجل) وطاعة لامره بالسجود أو بمعنى اقل من ذلك وهو اتباع امر آدم(عليه السلام) بأن يكون هو الإمام والقائد للمخلوقات الموجودة بما فيها الملائكة لانه مهيأ لذلك , فسجدت الملائكة باجمعها إلا ابليس ابى واستكبر ورفض أن يكون من الساجدين وعندما سأله البارئ عن سبب امتناعه عن السجود لآدم(عليه السلام) قال إنا خير منه وافضل منه بالخلق فهو اولى ان يكون بمرتبة آدم وتكون الامامة بيده وذلك لعدة اسباب حسب ظنه نذكر منها :

1- قال : إنا اكثر منه خبرة وممارسة بطرق السماء والارض فيكون من السهل عليّ القيادة وتبليغ الرسالة .

2- إنا اكثر منه عمراً ولقد اجهدت نفسي بالعبادة لك طول عمري فالاولى ان اكون إنا القائد لانك تعرف مدى طاعتي لك .

3- إنا مخلوق من نار وكما ذكرنا في بداية الفصل كيف يستطيع التنقل وبسهولة بخلاف آدم (عليه السلام) فآدم مخلوق من طين فيكون من الصعب عليه التنقل بحرية بدون واسطة نقل فالشيطان اولى حسب اعتقاده بحمل الرسالة وبمرتبة الامامة لانه لا يحتاج إلى ذلك لمساعدة من احد .

4- إنا معروف لدى المخلوقات الموجودة وتعلم انني مقرب منك ولقد رفعت مقامي درجات كثيرة وذلك بسبب طاعتي لك وعبادتي المكثفة لذلك إنا اولى بالامامة والقيادة من آدم(عليه السلام) .

وغير ذلك من الحجج والاعذار التي اراد الشيطان تبرير موقفه بها امام البارئ (عز وجل) لكنه في الحقيقة عصى امر ربه فلم يكن من المطيعين , بينما كان يباهي المخلوقات بعبادته وطاعته لامر المولى سبحانه وان الله تعالى عظّم امره ورفع شأنه وقرّب مكانه بتلك العبادة والطاعة , فأين أصبحت الطاعة التي يتكلم عنها واين هو وهذا الاختبار الالهي ؟

هنا نلاحظ كيف اختبر البارئ (عز وجل) ابليس بما كان قادراً له ومعتاداً عليه ومرائياً لما حوله وهو الطاعة فعندما رفض الشيطان السجود لآدم (عليه السلام) وعصى امر ربه تعالى كان من السهل على الملائكة والمخلوقات الموجودة آنذاك ان ترى انه ليس صادقاً في دعواه وانه كاذب ومرائي ولا يوجد اخلاص في عبادته وانه غير مطيع لامر مولاه (جل وعلا) و وهذا ناتج المقدمة التي هيأها البارئ سبحانه لهذا الأمر ولولا تلك المقدمة لأحتج ابليس (عليه اللعنة) على هذا الاختبار الالهي وقال اني لم اقل بالطاعة ولم اتباهى بها فلماذا اختبرتني بالطاعة , فلولا منحتني فرصة أخرى واختبار آخر ليحاول في ذلك التضليل على الحق قدر استطاعته فطرح المبررات أما المخلوقات الموجودة آنذاك ليكون البحث اصعب عليهم في معرفة الحق من الباطل .

بعد ذلك اراد البارئ سبحانه وتوضيح الحكمة للملائكة ولإتمام الحجة عليهم في جعل آدم(عليه السلام) خليفته في الارض وحامل رسالته ومبلغها فعلم آدم(عليه السلام) الاسماء كلها وعرضها على الملائكة قال انبئوني بها كما جاء في الايات الكريمة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَْسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}الآيات (31 - 33) من سورة البقرة .

فاتضح لهم انهم اتبعوا الحق باطاعتهم لامر مولاهم (جل وعلا) ولم يغوهم الشيطان باقاويله فحمدوا الله تعالى على ذلك .

هنا ابليس(عليه اللعنة) النيل من آدم(عليه السلام) وذريته لانه كان السبب الرئيسي بفضيحته وطرده من مقامه وادخاله النار خالداً فيها وبدأ يطالب البارئ سبحانه بثمن عبادته طول الفترة التي سبقت خلق آدم(عليه السلام) وقال انظرني إلى يوم يبعثون فكان له ذلك فقال لأقعدن لهم صراطك المستقيم ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين , فقال البارئ سبحانه ما مضمونه اذهب انت ومن اتبعك لأملأن جهنم منكم أجمعين

وقال سبحانه ايضاً ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وقال ايضاً ما مضمونه اجمع عليهم برجلك وخيلك واستفز من استطعت منهم وغير ذلك , فكان الشيطان الرجيم العدو اللدود لآدم(عليه السلام) وذريته فبدأ يكيد المكائد ويعمل ما بوسعه لفتنتهم وابعادهم عن سبيل الرشاد وطريق الصواب واطاعة المولى(عز وجل) .

اخبر البارئ(عز وجل) آدم (عليه السلام) بأن ابليس (عليه اللعنة) عدوه وامره ان يحذر منه وان يتخذه عدواً واسكن آدم (عليه السلام) الجنة اكراماً له وتعظيماً لشأنه نعمة منه سبحانه عليه ويقال هنا ان الجنة التي اسكن آدم (عليه السلام) بها هي ليست جنة الخلد وانما هي ربوة من اعناب ونخيل واشجار وخيرات متصلة الظلال وما شابه ذلك والله العالم .

وأمر سبحانه آدم (عليه السلام) ان لا يقرب احد الاشجار في الجنة ثم خلق له زوجته حواء ليستأنس بها واسكنها معه وهنا بدأ الشيطان يوسوس لآدم (عليه السلام) كي يعصي امر ربه تعالى فلم يستطع ذلك لامتلاك آدم (عليه السلام) للعصمة التي تحميه من الزلل والوقوع في الخطأ وهي عصمة الانبياء والاوصياء فبدأ يبين الشيطان آدم وزوجته بأن هذه الشجرة الممنوعة عليهم هي شجرة الخلد والنعيم فأبى آدم (عليه السلام) ورفض الاكل منها وبشدة فبدأ الشيطان يحاول معهم وبعدة طرق منها انكم منعتم من شجرة واحدة وهي هذه القريبة من بيتكم فلمَ لا تأكلون من باقي نوعها الموجود في الجنة وهي ليست ممنوعة الاكل عليكم, وبإلحاح من حواء على آدم ظن ان الشجرة الممنوعة عليهم هي واحدة وان صنف ونوع تلك الشجرة الموجود في الجنة مباح الاكل منه , وارك قاعدة الترك أولى بأن يستغني عن النوع باجمعه ويحتاج لذلك إلى ارضاء البارئ سبحانه عنه فأكل من نوع الشجرة الممنوعة عليه فأصبح عند ربه من العاصين لتصديقه بوساوس الشيطان , والعصيان هنا ليس من عدم الطاعة للبارئ سبحانه وانما من عدم السيطرة على نفسه وكبح ملذاته فانه يحتاج إلى تهذيب اكثر لهذه النفس (وان النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) فاخرج من الجنة وحدث له ما حدث بعد ان حزن حزناً شديداً لما فعله بنفسه لكن الله تعالى تاب عليه وغفر له ورضى عنه .

وهنا فرح الشيطان الرجيم فرحاً شديداً لما حدث مع آدم (عليه السلام) ولأخذ العبرة من هذا كله انظر عزيزي القارئ الكريم كيف سنّ البارئ سبحانه احداثاً ملموسة ومرئية قبل البدأ بخلق آدم (عليه السلام) يهيئ الأمر وتتم الحجة على من كان موجوداً في ذلك الزمان فالزم بها ابليس (عليه اللعنة) وبمخالفته لربه (جل وعلا) الحجة البالغة لاخراجه من مقامه وادخاله النار خالداً فيها لانه قد فشل في الاختبار وعصى وكان من الغاوين فكان رجيم .

فعلينا ان ناخذ العبرة والعظة من هذه السنة وان نتخذ الشيطان عدواً كما امرنا الله تعالى وان نميز بين وساوسه ودعاويه الباطلة وبين دعاوى الحق ومن الله تعالى التوفيق .
أتمنى لكم وقت طيب ومفيد
ولكم مني خااااالص دعواتي القلبية

جزاكِ الله خيرا اختي الكريمة
على الموضوع
القيم

بارك الله فيكي

شكرا بنت النجف ع مرورج الجميل

مشكووووووره يالغلاعلى هذا الطرح
~ الاكثر من×رائـــــــ ع
‘‘ يعطيج ربي ~الف عافيه
دوم قي انتظار كل ماهو جديد
~{تقبلي مروري
~ تحياتي~

بارك الله بكم

اسعدني موروكم العطر