ولاية الفقيه

ولاية الفقيه
قبل البدء بشرح معنى ولاية الفقيه،نقدم لكم مقدمة قصيرة،بعد ذلك نبحث عن ولاية الفقيه بشكل مبسط.يقول الله عز و جل:
’’أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم‘‘
فمن المعلوم أن ولاية الفقيه لا يمكن البحث فيها دون الرجوع إلى أصولها الأساسية التي تعطيها الشرعية و التي تُلزم كل الناس بضرورة طاعة أوامرها و العمل تحت رايتها،و هي طاعة الله،و الرسول،و أولي الأمر.و لأن ولاية الفقيه مرتبطة بسلسلة من الولايات التراتبية حتى تنتهي الى ولاية الله عز و جل.
*الأصل الأول:ولاية الله عز و جل.
إن أي ولاية مهما كانت، لا بد أن تنتهي الى الله و تستمد شرعيتها منه،بإعتبار أنه المالك الحقيقي الذي منه المبدأو إليه المنتهى،فلا فاعل في الوجود إلا بقدرة الله علينا و لا مؤثر إلا بواسطته،وولاية الله علينا
تعني إنه هو الذي خلقنا و أوجدنا من العدم.و لذلك إن أقرب ما يتقرب به العباد إلى الله عز و جل هو طاعة الله عز و جل و هذا واجب بحكم العقل و النقل.
*الأصل الثاني:ولاية النبي(ص).
أمام حركة الحياة المتصاعدة،و بسبب تنوع العلاقات الاجتماعية و تداخلها.فقد أدى كل ذلك الى حصول حالات صراع داخل المجتمعات الإنساية،و بالتالي الى الإنحراف عن الهدف الأساسي الذي من أجله خلق الله الإنسان،فكان لا بد حين ذلك من وجود المرشد للناس،و قد شاء الله بمقتضى رحمته و حكمته أن يختار الأنبياء لكي تعرف البشرية تحت قيادتهم و هداهم،الصراط المستقيم،و تميزه عن طرق الضلال و الهوى و الإنحراف.
فهم متنزهون عن الخطأ،يعملون بما أمر الله تعالى:لذلك كانت طاعة الرسول واجبة لأنها من طاعة الله عز و جل.
*الأصل الثالث:ولاية الإمامة.
الإمامة هي خلافة النبوة و امتداد لها،باعتبار أن الإنسانية معرضة دوماً للإنحراف و هذا يستلزم عملية وجود مشرفين و مراقبين للمسيرة الإلهية،و الإمامة تتصف بجميع صفات النبي(ص) فهو أعلم الناس و أفضلهم و أكرمهم و أتقاهم،و هو أيضاً معصوم و يقوم مقام النبي في أداء الرسالة و الدعوى الى الله و القيام بمصالح الأمة،و طاعتهم واجبة بنص الرسول(ص)في حديث الثقلين و حديث المنزلة و حديث السفينة(...أهل بيتي كسفينة نوح...).
فالنتيجة النهائية لما تقدم أن طاعة الامام من طاعة الرسول(ص) و طاعة الرسول(ص) من طاعة الله عز و جل،فقد جاء في الحديث الشريف عن الباقر(ع):’’أفضل ما يتقرب به العباد الى الله عز و جل طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أولي الأمر‘‘.
أما ما بعد الإمامة و الذي نسميه بعصر الغيبة،ماذا يفعل المسلمون؟إلى من يتوجهون؟ نتيجة لأسباب و ظروف سياسية و إجتماعية قاهرة و ضاغطة،إضطر الإمام الأصل الى الغياب عن الأنظار، حتى ولا يكون هذا الغياب دفعة و بشكل مفاجىء،لأن في ذلك خطراً كبيراً على أتباع خط أهل البيت(ع)و جعلهم فريسة بيد الحكام الطامعين الظالمين،كان لا بد من برمجة ذلك الغياب بالطريقة التي تجعله معقولاً و مقبولاً من أولئك الأتباع،فكانت الغيبة الصغرى هي السبيل الممهد الذي إتجه الإمام(ع) لتعويد الناس على ذلك من جهته،و الى إرشادهم لمن يرجعون في أمورهم الدينية و الدنيوية كقيادة نائبة عنه طوال فترة الغياب،و هكذا كان تعيين السفراء الأربعة المنصوبين شخصياً من الإمام(ع) ليكونوا القيادة الشرعية و الواسطة بين الأمة و الإمام.
و عندما سُئل الإمام(ع):الى من يرجعون؟بعد السفراء الأربعة،أجاب(ع):’’و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا ...‘‘،و في روايات أخرى الرجوع الى المرجع الفقيه العادل العالم الجامع للشرائط من خلال هذا الحديث:’’من كان من الفقهاء، صائناً لنفسه، حافظاً لدينه،مطيعاً لمولاه، مخالفاًلهواه، فللعوام أن يقلدوه‘‘. و بهذا يكون معنى ولاية الفقيه، و هي أقرب المعاني.
فولاية الفقيه تعني حاكمية الفقيه الجامع لشرائط الولاية من العلم و التقوى و الشجاعة و الإطلاع على أوضاع الأمة و حمل همومها،و تعني مرجعية العلم بالله و بأمره.
و على أساس هذا المبدأ، ترتبط الأمة في عصر الغيبة بالفقهاء و العلماء، الواعين، المتقين، المخلصين في تحمل مسؤولياتهم الرسالية الكبرى، و التي من أهمها قيام الحكومة الإسلامية بإرادة المجتمع، و تنفيذ الأحكام، و الدفاع عنها عسكرياًو سياسياً و اقتصادياً.فهؤلاء العلماء تجب طاعتهم، فهم أيضاًمنصبون من قبل الإمام(ع) و نوابهم العامة.و لهم الولاية على كل شيء،فولاية الفقيه إمتداد طبيعي لخط الأنبياء و الأئمة’’فالعلماء ورثة الأنبياء‘‘ و ’’مجاري الأمور بيد العلماء‘‘.
و إن مسألة ولاية الفقيه مبدأ لا نقاش فيه فقهياً،و لا خلاف عليه،و إنما الخلاف في سعة و ضيق هذه الولاية.
فالإمام آية الله السيد علي الحسيني الخامنئي(دام ظله)هو ولي فقيه،تنطبق عليه هذه الصفات،بل هو نعمة أنعم الله علينا بها كما كان يعبّر الإمام الخميني(قدس سره)و قال أيضاً عن هذه الشخصية:’’إذا كنتم تظنون أنكم تستطيعون أن تجدوا في كل العالم شخصاً مثل السيد الخامنئي(دام ظله) الملتزم بالإسلام و الخادم الذي جبل على خدمة هذا الشعب، فلن تجدوا،إنني أعرفه منذ سنوات طويلة أنعمها الله علينا‘‘.
حصل سماحة السيد الخامنئي(دام ظله)على رتبة الإجتهاد على يد أستاذه آية الله العظمى الحائري سنة 1974ميلادي،بعد حضوره البحث الخارج لأكثر من خمسة عشر عاماً.
و بعد وفاة الشيخ الآراكي(قدس سره) برزت مرجعيته وفقاً للبينات الشرعية التي منها ما حكمت بأعلميته أيضاً،و من أبرز الذين شهدوا على مرجعيته:
1-آية الله السيد جعفر كريمي(عضو جامعة المدرسين و عضو مكتب استفتاء الامام الخميني).
2-آية الله السيد محمود الهاشمي(تلميذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر).
3-آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره)(رئيس المجلس الاعلى للثورة في العراق).
4-آية الله السيد عباس خاتم يزدي(عضو مكتب استفتاء الامام الخميني(قدس سره)).
5-آية الله الشيخ مرتضى بني فضل(عضو مجلس الخبراء و عضو جامعة المدرسين).
6-آية الله الشيخ حسين راستي كاشاني(عضو مكتب استفتاء الامام الخميني(قدس سره)).
7-آية الله الشيخ أحمد جنتي(عضو مجلس الخبراءو عضو جامعة المدرسين).
8-آية الله الشيخ محمد يزدي(رئيس القوة الفضائية في ايران).
9-آية الله الشيخ محمد علي التسخيري.
10-آية الله الشيخ أحمد آذري قمي(عضو جامعة مدرسي الحوزة العلمية في قم).
11-آية الله الشيخ محمد ابراهيم جناتي(استاذ محقق في حوزة قم المقدسة).
و آخرين لم نذكرهم مراعاة للإختصار،بالإضافة الى شهادة جامعة المدرسين في قم المقدسة.
أدامكم المولى
مهدي تاج