المواقع الاجتماعية ليست مجرد تسلية رخيصة
بواسطة واحة الحاسب – APRIL 29, 2011
نشر فى: مقالات
في هواتفنا اليوم برامج تواصل لم تكن متاحة من قبل تنقل الرسالة بسرعة البرق بين أجهزة أخرى تبعد عنا آلاف الأميال علينا في استعمالها والتعاطي معها تقع مسؤولية كبيرة لأنها اليوم أصبحت أداة إضرار بالغير وبالمجتمعات والثقافات والديانات .
المواقع الاجتماعية اليوم باتت تلعب دوراً لم يكن مسبوقاً وها هي تصنع الثورات في هذه الأيام وتحشد الطاقات من أجل تحقيق الأهداف الإيجابية وليس مجرد التسلية الرخيصة . . لماذا نتقوقع على أنفسنا ونحن نملك هذه الأدوات الرهيبة ونسخرها في ما يضرنا ويضر بغيرنا ويضيع وقتنا؟ لماذا لا نتواصل مع المجتمعات الأخرى وننقل صورة واضحة عن مجتمعنا بدلاً من أن ننشر المقاطع الهابطة ونروجها في هذه الشبكات؟ كيف سخرنا التكنولوجيا لتصبح ضرباً من الأذى وبتنا نتداول مواد ورسائل لا تقدم ولا تؤخر حتى من دون التأكد من مصداقيتها بينما غيرنا يوظف الإنترنت والهواتف في البناء والثقافة ونشر الدعوات الراقية في كل المجالات؟
لا نريد أن تكون الدردشة والتعارف هي الشغل الشاغل لجيلنا الذي من أجله يسير الواحد منشغلاً بجهازه حتى يكاد يدهس من يمر أمامه أو ينتهي به الأمر طرفاً في حادث مرور . لماذا لا نستغلها في التعامل الإيجابي والتواصل مع مختلف الفئات وترويج مفاهيم منسية كالتطوع والإيثار والخدمة العامة بدلاً من أن نطلق التحذيرات من رادار متحرك أو دورية مرور تؤدي واجبها في الضبط الأمني أو نسهم في حشد الجمهور لمتابعة حريق؟ هناك اليوم مجموعات تكونت عبر تلك الشبكات والمجموعات تؤدي أدوار تنافس الجمعيات المنظمة المؤطرة والمرخصة لأنها رفعت وعي أفرادها ونبذت كل من يتصرف بسلبية ويتعامل مع تلك التكنولوجيا وكأنها لعبة بلاي ستيشن يسلي بها نفسه .
ترى ما السبيل حتى نصل إلى هذه الدرجة من الوعي؟ وكم سنحتاج إلى أن نصل؟ وهل من السهل أن نحقق ذلك بعد أن لعبت بنا التكنولوجيا لعبتها وصارت متاجر الإلكترونيات تبيع مئات الأجهزة يومياً لمشترين يبحثون فقط عن آخر الموديلات من الأجهزة قبل أن يبحثوا عن إمكاناتها وفوائدها التي ستتحقق لهم؟ للأسف صرنا اليوم نملك أحدث الأجهزة وأكثر الوسائل تطوراً لكننا في الحقيقة نتعامل معها أسوأ تعامل إلا من رحم ربي .
راشد محمد النعيمي