بنت السعوديه أدارة المنتدى
عدد المساهمات : 7647 تاريخ الميلاد : 16/06/1989 العمر : 34 الموقع : في قلب منتداي الحبيب العمل/الترفيه : طالبة المزاج : حزينه نقاط : 21042 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: ضرورة تدبر كلمات الدعاء حتى يتحقق العمل بها بشكل صحيح في سلوكنا 29/5/2011, 7:39 am | |
| ضرورة التدبّر في كلمات الدعاء أقول: انظروا كيف يدعو الإمام؟ حقّاً لولا الأدعية الواردة عن الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم لما توصّل فكرنا إلى مثل هذه النكات الدقيقة. ولو كنّا ندعو بعبارات من عند أنفسنا لقلنا مثلاً: يا إلهنا إذا نصب الآخرون العداء لنا فحوّل بقدرتك عداءهم مودّة، وإذا كان هناك من يتربّص بنا فغيّر بحكمتك فكره و... . ولكن الإمام سلام الله عليه يطلب من الله تعالى ويسأله ويعلّمنا أن نسأله هذه المطالب الدقيقة.
:. الدعاء دعوة للعمل
ثمّة نقطة ينبغي الالتفات إليها، وهي أنّ هذه الأدعية المروية عن الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم ليست دعوة منهم لترك الأُمور على الله تعالى يعالجها بطريقة إعجازية دون أن يحرّك الداعي نفسه باتّجاه تحقيق مطالبه؛ بل الأمر على العكس من ذلك، فإنّ هذه الأدعية تنهض بدور بيان السلبيات الموجودة في المجتمع لكي يعيها المتديّنون ويسعوا لتلافيها. أذكر فيما يلي مسألة تنفعنا في إيضاح الفكرة أعلاه، وهي: أنّ هناك بحثاً ونقاشاً بين العلماء في قضية الأوامر غير الاختيارية التي يكلّف الله بها عباده وكيفية توجيهها؛ ومثال تلك الأوامر قول الله تعالى في كتابه المجيد خطاباً لنبيّه الكريم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى)(4)، فإنّ مفهوم هذه الآية هو أنّ الله تعالى يأمر المسلمين بمودّة آل البيت النبوي الطاهر، والسؤال هو: إذا كانت المودّة تعني المحبّة مع إظهارها، وإذا كان الإظهار أمراً اختيارياً، فإنّ المحبّة نفسها ليست فعلاً اختيارياً بل هي مناط قلبيّ، لأنّك إذا كنت لا تحبّ أحداً فلا معنى لأن تؤمر بمودّته – أي إظهار محبّته - ! إذاً فما هو معنى ووجه هذا الأمر مع أنّ التكاليف لا تتعلّق بالأُمور غير الاختيارية؟ يجيب العلماء على هذا السؤال بقولهم: إذا كان المسبّب غير اختياريّ وكان السبب اختيارياً، فإنّ الأمر بالمسبَّب يعني الأمر بالسبب، والمودّة - في المقام - كذلك فإنّها وإن كانت أمراً غير اختياري لأنّ الإنسان إذا رأى خيراً من أحد تعلّق به قلبه دون اختياره، كما هو الحال في البغض أيضاً فإنّ الإنسان إذا رأى شرّاً من أحد أبغضه، إلاّ أنّ أسباب الحبّ والبغض اختيارية يمكن أن يتوفّر عليها الإنسان. فيكون معنى الأمر الإلهي بحبّ أهل البيت سلام الله عليهم هو العمل بما من شأنه أن يؤدّي بالإنسان إلى حبّهم، كقراءة فضائلهم والاطّلاع على سيرهم العطرة؛ لأنّ الإنسان إذا عرف أهل البيت سلام الله عليهم فإنّه لا يمكنه أن لا يحبّهم إلاّ أن يكون سقيم الفطرة فينكر ذلك رغم وقوفه على عظمتهم، كما قال الله تعالى واصفاً منكري آياته: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)(5)فإنّهم متيقّنون من صحّتها في قلوبهم وهذا أمر غير اختياريّ، ولكنّهم لا يظهرون ذلك جحوداً. ويمكن أن نضرب مثلاً آخر كما في خصوص الهلال في شهر رمضان المبارك، فإنّ المكلّف مأمور بأن يصوم لرؤيته ويفطر لرؤيته؛ لذلك إمّا أن يستهلّ بنفسه أو يسأل مرجع تقليده حتّى يحصل له اليقين أو الظنّ بأنّ الهلال قد هلّ فيعمل بوظيفته؛ فاليقين أو الظنّ الحاصل ليس أمراً اختيارياً ولكن الأسباب التي أدّت إليه اختيارية؛ ولذلك يتوجّه إليها الأمر. قضية الدعاء والطلب من الله تعالى تشبه المثالين اللذين تقدّما - أي الأمر بالحبّ في المثال الأوّل، والظنّ أو اليقين في المثال الثاني - فكما أنّ الأمر بهما يعني الأمر بتهيئة مقدّماتهما، فكذلك عندما يعلّمنا المعصومون أن نطلب أُموراً من الله تعالى فإنّ في ذلك دعوة لنا لكي نعمل في ذلك الاتّجاه، وإلاّ لا معنى لأن تطلب من الله شيئاً وأنت تعمل على خلافه لأنك بذلك تحول دون تحقيقه، وليس معنى الدعاء أن يحقّق الله لك المطالب كلّها بطريقة إعجازية؛ يشير إلى ذلك قوله تعالى:(وأن ليس للإنسان إلاّ ما سع)(6)فعلى المرء أن يسعى لتحقيق الأُمور التي يحبّها وإلى جنبه يطلب من الله تعالى أن يعينه عليها؛ لأنّ الدنيا دار عمل وليس دار دعاء فقط، فالدعاء ركن كما جاء في قوله تعالى: (قل ما يعبأ بكم ربّي لولا دعاؤكم)(7) والعمل ركن آخر كما في قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى). فعندما يدعو الإنسان ربّه أن يجنّبه عداوة الأدنين، فعليه أيضاً أن يتجنّب كلّ ما من شأنه أن يثير تلك العداوة. ففي المجتمع عادة يوجد أُناس دنيئون ديدنهم إيذاء الآخرين، فعلى العاقل أن لا يجعل نفسه عرضة لإيذائهم، ولا يعمل ما من شأنه أن يثير عداوتهم. نُقل عن شخص أنّه كتب رسالة جوابية لشخص دنيء ضمّنها عبارة تغيظه، فكانت النتيجة أن ألحق به ذلك الدنيء أضراراً كبيرة، وعندما سئل الشخص: لماذا كتبت تلك العبارة؟ أجاب: أردت أن أُغيظه لأنّي كنت أعرف أنّه يتأذّى منها كثيراً فتعمّدت إيذاءه! فمثل هذا الشخص لم يعمل ما من شأنه أن يجنّبه عداوة الأدنين. إذن مفهوم الدعاء في قول الإمام سلام الله عليه: وأبدلني من عداوة الأدنين الولاية يُظهر - إضافة إلى عنصر الطلب من الله تعالى – وجوب أن يضمّ إليه العمل على تجنّب الخصلة السيئة من قبل الداعي نفسه. | |
|
ღعطر النجفღ مشرفة عامة
عدد المساهمات : 4776 تاريخ الميلاد : 01/10/1989 العمر : 34 الموقع : في قلــــ احبتي ـــــوب العمل/الترفيه : طالبة المزاج : اني وقلبي بأنتظآر الفرج نقاط : 17584 السٌّمعَة : 48 تاريخ التسجيل : 26/07/2010
| موضوع: رد: ضرورة تدبر كلمات الدعاء حتى يتحقق العمل بها بشكل صحيح في سلوكنا 29/5/2011, 8:00 am | |
| | |
|
بنت السعوديه أدارة المنتدى
عدد المساهمات : 7647 تاريخ الميلاد : 16/06/1989 العمر : 34 الموقع : في قلب منتداي الحبيب العمل/الترفيه : طالبة المزاج : حزينه نقاط : 21042 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: رد: ضرورة تدبر كلمات الدعاء حتى يتحقق العمل بها بشكل صحيح في سلوكنا 29/5/2011, 8:49 pm | |
| | |
|
وردة النجف مشرفة خاصة
عدد المساهمات : 4933 تاريخ الميلاد : 31/08/1983 العمر : 40 العمل/الترفيه : معلمة نقاط : 17143 السٌّمعَة : 33 تاريخ التسجيل : 02/02/2009
| موضوع: رد: ضرورة تدبر كلمات الدعاء حتى يتحقق العمل بها بشكل صحيح في سلوكنا 2/6/2011, 6:55 am | |
| اللهم استجب دعاء كل من دعاك
موضوع جميل | |
|
بنت السعوديه أدارة المنتدى
عدد المساهمات : 7647 تاريخ الميلاد : 16/06/1989 العمر : 34 الموقع : في قلب منتداي الحبيب العمل/الترفيه : طالبة المزاج : حزينه نقاط : 21042 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: رد: ضرورة تدبر كلمات الدعاء حتى يتحقق العمل بها بشكل صحيح في سلوكنا 3/6/2011, 12:58 am | |
| | |
|