النجف عاصمة الشيعة وملتقى الديانات السماوية

رغم انه رمزا من الرموز الدينية التي يمنحها الطائفة الشيعية قداسة خاصة ولعل منه أخذت النجف موقعها الديني الا ان كتب التوراة والإنجيل لا تبعد سوى أمتارا عن ضريح الامام علي بن ابي طالب حيث عند دخولك سوق الكتب في النجف او كما يسمى " سوق الحويش " الذي يغلب عليه الطابع الديني تجد في مكتباته أكثر من كتاب ديني لا تخص الطائفة الشيعية والإسلام لكنها تخص الأديان السماوية الأخرى كالمسيحية . اذ وجدنا اقبالا كبيرا على كتاب الإنجيل من قبل القراء العراقيين والزوار الوافدين إلى المدينة .
وتعد مدينة النجف جنوب العاصمة بغداد هي عاصمة الطائفة الشيعية بسبب وجود مرقد الامام علي بن ابي طالب أول ائمة الاثنى عشر لدى الطائفة الشيعة .
ملامح السوق ومحال توحي إلى العصر الإسلامي لما تحمل من نقوش إسلامية قديمة محفورة على أبواب المحال الخشبية حيث مر على إنشاءه أكثر من 750 سنة . طلال حسن 37 سنة من أهالي النجف وفد الى السوق لاقتنائه كتاب الانجيل للاطلاع عليه والمقارنة بين الأديان اكد لـ " المواطن " أن " الإنجيل أثارة شهية الكثير من القراء مما يهون القراءة لمعرفة تاريخ المسيحية والكنائس الشرقية خاصة وان العراقي يضم قسما كبيرا منها "
مضيفا " اقتنائي لكتاب الإنجيل هو حب الاطلاع والمقارنة بين الأديان خاصة ان هنالك تشجيع من الأوساط لمناقشة كل شيء وخاصة ما يخص الأديان وأوجه التشابه بين الإسلام والمسيحية "
وتابع " رغم النجف مدينة دينية شيعية لكن لا تعارض وجود الكتب السماوية الأخرى في مكتباتها بل تشجع على الاطلاع وقراءة كل الكتب التي تختلف مع أرائها وتوجهاتها "
سوق الكتب في النجف الذي لا تجد في أزقته الضيقة سوى رجال الدين الذين يرتادون عليه لمعرفة ما هو جديد من الكتب ويقول الشيخ احمد البدري طالب في الحوزة الدينية في النجف لـ " المواطن " أن " اقتناء رجال الدين للكتب المسيحية والتوراة هو الاطلاع على فكرهم فقط "
مضيفا " نحن كرجال دين نقرأ عن أخلاقيات النبي عيسى عليه السلام وبشارته إضافة إلى أن رجل الدين في النجف يقرا جميع الكتب السماوية حتى يستطيع الجواب على الأسئلة الموجه أليه من قبل الناس "
مضيفا " المجتمع العراقي اليوم أصبح أكثرا انفتاحا ويحب أن يسال ويتطلع على كل الأديان الموجودة في العالم وهذا شيء صحي "
ويضم سوق الكتب عشرات المكتبات الذين حرصوا على عرض الكتب السماوية في مكتباتهم لما لها من إقبال واهتمام كبير عند القراء . ويقول جاسم محمد صاحب مكتبة المصطفى في سوق الكتب لـ " المواطن " أن " الإقبال كبير على اقتناء كتاب الإنجيل والتوراة من قبل القراء وخاصة الكتب التي تتناول الفكر المسيحي "
مبينا " هنالك إقبال ملفت للنظر من قبل الأدباء والمثقفين ورجال الدين والزوار الوافدين الى المدينة على الكتب المسيحية والكنائس "
واضاف محمد " لا اقتصر على عرض كتاب الانجيل المسيحي فقط وانما الكثير من الكتب المسيحية التي لا يمر يوم الا وسالت عن هذه الكتب وما هي الطبعات الجديدة التي وصلت وخاصة التي تتضمن عمق فكري "
مشيرا " بعض رجال الدين في النجف يهتمون كثيرا باقتناء الكتب المسيحية وبعض الأحيان يعطوني المصادر التي يرغبون باقتنائها وأقوم بجلبها لهم "
وفيما يخص جلب الكتب المسيحية يقول محمد " اجلب الكتب من العاصمة بغداد والقسم الاخر من مصادره الأساسية في لبنان اذ اجلب أعداد كبيرة من الكتب المسيحية حيث جلبت قبل 3 أشهر دورة " التفسير المسيحي للقران " بمعدل 10 دورات وكل دورة 550 كتاب ولم يبقى منها سوى القليل وهذا يعد في مجال البيع جيد ومربح مما شجعني على العودة الى لبنان لشراء دورات جديدة"
وتابع محمد " خلال الشهر القادم سأذهب الى لبنان لجلب عنوانين جديدة لكتب المسيحية والتوراة بسبب الإقبال الكبير عليها في السوق "
الى ذلك أكد عبد الله النوفلي رئيس الوقف المسيحي والديانات الأخرى لـ " المواطن " ان " الإقبال على الكتب المسيحية في مدينة النجف هذا شيء مفرح "
مضيفا " الجميع يطمح لمعرفة الفكر الاخر وعلينا ان لا نجعل الاخر مبهم ومجهول ويجب علينا القراءة لمعرفة الناس المحيطين بمجتمعاتنا ومعرفة التعايش معهم "
مؤكدا " نحن نقرأ الكتب الإسلامية ونحرص على متابعة كل ما هو جديد بها "

بارك الله فيكم ,,,

شكرا لتواجدكم