بنت السعوديه أدارة المنتدى
عدد المساهمات : 7647 تاريخ الميلاد : 16/06/1989 العمر : 34 الموقع : في قلب منتداي الحبيب العمل/الترفيه : طالبة المزاج : حزينه نقاط : 21042 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: رسائل عطرها رماد 15/6/2011, 9:30 pm | |
|
[size=21]اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
*~* رسائل عطرها رماد .. *~*
كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت يدمدم جرح بداخلي ينزف ولكن لا أحد سواك يا ورق يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات يرشقها الوقت ويرحل . لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟! حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها وحين أمقتها تأتي في وقتها , كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني . لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي : "أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" , بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!
بائع الورد لم يعد موجودًا في زماننا هذا , ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في أقدام المارة بمحض غفلة . فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم وأن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل نبضاتها الصغيرات يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح . وكنت أخبرها أني أنا الأخر أخشى ( وأد الأمنيات ) وأن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم أمنحنهن اسمي . فكانت تربت على كتفي و تمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح
كانت تعشق البلل و تثب طويلا تحت المطر ثم تركض وتقف أمامي فجأة وتحضنني دون أن تنبس بكلمة . كانت امرأة غريبة الأطوار , أرغمتني على عادة التجسس البغيض أراقب تحركاتها أثناء نومها كانت كثيرة التقلب أثناء النوم وكأنها تصارع الموت ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي وظل يشلني عن المضي في نسيانه , حتى وجدتها تكتب سراً : "أعشق البلل لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف " أكانت تبكي بعين السماء !
اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا خشية أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان , فالحزن يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع وأتقيئها ..
انتبذ عن الضجيج وأغرس رأسي بكومة تراب أريد أن أسمع أصوات الأموات وشهقاتهم ! أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة !
يقولون : أن المقابر تتضور جوعًا ,أحين نموت عظامنا ستلتهمها الأرض وتلعق أجسادنا !
أحضروا لي ميتًا يخبرني كم هو الموت موحش ! أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون" .
لـِ حبيبتي قلب كالسكر يذوب في المطر, حين تمشي ترقص الزهور تحت قدميها وينمو الفرح في أوردة الأرض وتعشوشب الأرصفة ويتعرى الشجر من أوراقه ويصبح الكون خريفًا كعينيها .. وحين تنام تتشرب الطرقات الهدوء وتنطبق المنارات وينتحر الضجيج على شفتيها . ويقبل القمر جبينها ويحصي أنفاسها حتى تستيقظ لِـ يستيقظ الصباح ويتنفسها .
الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهم ولكنهم اختلسوه وهربوا ـ غير مأسوف عليهم ـ أصبحت فقير جداً في تعاملي مع الآخرين , أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة . فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها أصابعهم الكثيرة في وجهي..
شعر الشمس الذهبي أشعثًا هذا الصباح لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامدًا حتى فنجان قهوتي تجمد قبل أن يذوب بين شفتيها المكتنزتين . كانت تحدثني طويلاً عن رحلة النور في أوردة الحياة و تهمس لي : "إني أخاف من الظلام" . تروي لي أن هناك عجوزًا شمطاء تطاردها بعصا سحرية , كانت بريئة جداً حتى بحكاياتها الخرافية . لكنها تلاشت مع الضباب وأصبحتُ بذعر أتلمسها مع حبيبات الرمل الناعمة , أشتم رائحتها في أصابع الحطب المحترقة , أراها على سطح قهوتي تطفو . أتراني أتوهم!؟
قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون إلا بتحققها أو موتها" ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق ولا تموت ! حاولت شنقها , دهسها , قتلها , ولكنها كانت تتشبث بالحياة تستقي العناد من شخصيتي وتنسج من النور شفاهًا لتتنفس بها .
هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزًء من شخصيتي الرعناء
(كثرة التساؤل) : لما المطر و لماء وكل شيء طاهر لا لون له !؟ لما الهواء وحضن أمي وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟ لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها إلا بعد فوات الأوان؟ تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها . والأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه .
الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس وكل شيء يخنقها ؟
كل فجر أستيقظ خلسة أنثر أحلامي بوجه السماء وأغمض عيني : وأتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل وكأني حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام , لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب أن تبقى مشردة وتبات على الأرصفة حتى لا نصيب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن .!
غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة , كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟ ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة !
قالت لي: بعض الأصابع تكسر الزجاج لتتلذذ بانكساب الدماء والتمرغ بها .. قلت لها: شذرات الدم الحمراء تغري على الإسهاب في الوجع والحنين .. قالت: أكرهك يا سيدي الوجع ومضت .. يالها من متمردة !
مما راق لذائقتي [/size] | |
|