على (أمّلوني) مضى يحمـلُ فؤادي من الغيب ما يجهـلُ
متى يفتـح الـورد دكانـه سرور المرايـا بـه يكمـل
إذا ما الصباح على ضوئهـا تسـرّح أنفاسـه الأنـمـلُ
ولكن جمـر المرايـا خبـا لأن فوانيـسـه أقفـلـوا
ولم تسترح أعيـن أدمنـت مواعيدهم فانبرتْ تسـدلُ
ولما الرجاءُ اصطفـى بابهـا أطلّت ْ ومنها الأسى يهطـلُ
فمنّا المسافـرُ فـي نعشـه ومنا الغريبُ ومـا بدلـوا
ومنا الذي وهو فـي قبـره يفـزُّ ولكـنـه يخـجـلُ
ومنا الذي من على ضيمـه يرتّـلُ حّبـا بمـا يبـذلُ
على ظله العمرُ مثل النـدى يقطّـر بعضـا ولا يبخـلُ
على خده الفقر يسترسـلُ مضى فهو من عصره أنبـلُ
فمُ الـورد حريـة طفلـة إذا نـام محبوُبهـا تـزعـلُ
على جرفهـا زورق مقفـل مراسيل بوحي فما أفعـلُ؟
أنا الباسط الروح في نيـزك وبالأمنيات الأسـى مثقـلُ
فوا حيرتـي كلمـا هدّنـي إلـى قبرهـا ردنـي مقتـلُ
يسمّوننـي باسمـا بينـمـا بريد النـوى مدبـر مقبـلُ
خذلناك يـا بهجـة تأفـلُ ونلقى بما ذقت مـا يُذهـلُ
محمد مهدي استدرْ في دمي عراقاً ألسـت لـه تبـذلُ؟
حضـارة أنشـودة تُغفـلُ فمـنْ لمعاناتهـا يشـغـلُ؟
وكانـت بغرّيدهـا خيمـة فضـاء بمجنونهـا نعـقـلُ
مضيت وما زال يأتي الفنـا ومستقبل ُالخطـوة المنجـلُ
قصيـدة أيامنـا ترتـدي وشاحا لإغفـاءة تُصقـلُ
تعـال لهـا أيهـا المرتجـى لينبض من شـدوك المنـزلُ
تبعثرت الأمنيـاتُ العـذابُ أنت مموسقُهـا الأمثـلُ
ونحن إذا ما ذُكرت انتمـى أليك نشيجُ الهـوى الأولُ
وأطفالنـا يرثـون الجـوى مـن الأوليـاء إذا قبّلـوا
ونزرع بذر التسامـح فـي شفاه السـلام إذا بسملـوا
منـازل دمـع ودنيـا أذى ولسنـا لسلطانهـا نعـذلُ
ولكننـا نرتجـي زهوهـا أهذا الـذي كلنـا يأمـلُ؟
تركت الأماني تندّي أسـى فدعنا على عودهـا نذبـلُ
محبوك يحصـون أنفاسهـم إذا ابّنـوا أو إذا سيّـلـوا
صحوت غريبا ورجّحتهـا على الابتلاءات يـا بلبـلُ
عرفت إذن أنهـا تنتهـي؟وفيها من القهر مـا يقتـلُ؟
غيابك يغزو لظـى ظامـئ ويفعل في الحرف ما يفعـلُ
أنرثيـك نرثـي عذاباتنـا؟وصمتك من بوحنا أجمـلُ؟
أنرثيك نسقيك من ذكرها؟ترانا مع البـؤس لا نمهـل؟
متاهاتنـا ضيّعـتْ مدّهـاعلى جمرة الصبر تستبسـلُ
طغتْ والسعيد ُالذي عافهـا لماذا عليهـا المنـى تسـألُ
نذوق إذاهـا وتحلـو لنـا وفقدُ الحبيب هو الفيصـلُ
سكبنا المراثي على بعضنـا لماذا إذن يعطش السنبـلُ؟
حليف الندى قدّنـا ثوبُنـا ونحن بخيط الـردى نغـزلُ
يحوم علينا صفيـر العـدى كأنّـا بصحرائهـم رُحّـلُ
إلى حسرة ينتهـي صفوهـا وكل فتى غاسـق يرحـلُ
فمنْ يغمض العين لو ساءها غـراب بأحبابهـا يهـزلُ
فما للمكان وما للصـدى إلى القلب من مالك أسهـلُ
ذوتْ وانتهتْ همسات الندى وفي ثغرها كنت يا جـدولُ
رفيف العذوبة فـي نسغهـا إذا ما ارتآى وحيُها ينـزلُ
حبيبي وريد العراق الـذي إلى الآن مذْ كربـلا يُفتـلُ
لمـاذا نلـوم الـريـاح إذا تراختْ على ساقها الأرجلُ؟
إذا كان نهر السنـا يعـدلُ لماذا إذن حظُّنـا يُغسـلُ؟!