حزب الله قدوة واسوة

ما كادت حرب تموز عام 2006 بين الكيان الصهيوني وبين ابطال حزب الله تضع اوزارها حتى تجلت في افق العالم الجديد معايير جديدة تتحكم بمبدا توازن القوى الاقليمي فرضتها حقيقة الواقع وابجديات الربح والخسارة بكل معانيها المادية والمعنوية ... فلم يدر في خلد المراهنين على قوى الاستكبار العالمي وقوة بطشها الجبارة ان تنقلب موازين الغلبة في يوم من الايام لصالح فئة تعد في العرف العسكري شبه عسكرية على حساب ثاني اقوى تكنولوجيا عسكرية في العالم بحسب بعض التسريبات المتخصصة.. الامر الذي القى بظلاله على مستقبل الشرق الاوسط الجديد حيث جاءت جيوش العم سام لتتمركز في بلاد الحرمين وتبدأ بنسج خيوطه العنكبوتية انطلاقا من حطام العراق الجريح.. الذي اقسم حاكموه البعثيون ان يسلموه ترابا.. وليس من شك ان اولى المسامير التي دقت في نعش المشروع الشرق اوسطي الاميركي كانت بمطرقة حزب الله الشيعي اللبناني الابن البار للثورة الاسلامية في ايران بل كان اكثر المسامير ايلاما ..فصار حزب الله وقياداته علت او نزلت يمثلون عامل معادلة القوى الستراتيجية في المنطقة بما فيها عامل الرعب الاقليمي الذي لم يكن من احد ليتصور (الا الراسخون في الثقة بالله )ان قوة اسلامية سوف تنجح في معادلته يوما ما...
ولي كمسلم شيعي يقبع الكفار الحربيون فوق بلادي وهم يهددون كل ما هو ناطق بالشهادتين ولا يدين بدين اهل البيت الابيض.. ان اتساءل متى يحين دورنا نحن شيعة العراق فنكسر القمقم الذي حبسنا فيه طوعا او كرها قرونا عديدة ونتحول الى قوة يكون لها اثر واقعي لا مجرد خيالات واحلام يأنف عن امتطائها حتى الشحاذون؟؟؟.. متى نصبح جزءا من موازنة شيعية عالمية بدأت بوادرها بظهور اية الله الخميني رضوان الله تعالى عليه في عام 79 واستمرت بأنتصارات حزب الله وصموده واعلاء لواء اهل البيت فوق اصقاع من الارض لم تك تفقه من قبل قولا..
متى نصبح جزءا حقيقيا من منظومة فكرية ومادية اممية بكل المقاييس فنأخذ دورنا في التمهيد لصاحب الامر ام لعل من بيننا من يتصور ان وراثة الارض هي جدلية نسبية محضة تلقى الى اللاهين عن غدهم النائمين تحت ركام حاضرهم..