هل تعرفون الفقيه (زين الدين)

يعلم الجميع ان اهل البحرين يرجعون في تقليدهم الى عدة فقهاء ومراجع منهم الفقية والمرجع الكبير اية الله الشيخ محمد امين زين الدين رحمة الله عليه
ولقد وضعت تسائل عدة مرات الى جميع القنوات الفضائية عن الاعراض التام عن شخصية مثل شخصية المرجع الاعلى زين الدين
الشيخ كان يتردد ايام حياته الى دوله البحرين حتى استطاع ان يبني قاعده واسعه في البحرين مركزها في قرية كرزكان
قرية كرزكان هي قرية معروفه بشبابها المؤمن الواعي واغلبهم من مقلدي الشيخ رحمة الله عليه
ويمكنكم الاطلاع عن كثب على قرية كرزكان من خلال موقعها (KARZAKAN) دوت اورج
الشيخ له تاريخ طويل مع الحوزه العلمية
ولكن كل ذلك مغيب للاسف
اتمنى ان يكون المنتدى يحمل رساله واقعية الى كل الفضائيات تحثهم الى احياء تراث الشيخ رحمة الله عليه
ابلغوا سلامنا الى ابنه الشيخ محمد ضاء وباقي عائلته
ونتمنى ان ترونا صورا لبيته وضريحه ........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...ألى جميع أهلنا في البحرين ...

فعلا أخي العزيز هناك الكثير من العلماء العظام الذين غيبهم المجتمع ..رغم مكانتهم العلمية الكبيرة ...
وشكرا لك لأنك جعلتنا نطلع على سيرة هذا العالم الكبير ..
وحتى يستفيد الجميع من ...

الشيخ محمد أمين زين الدين ( قدس سره ) (1)
( 1333 هـ ـ 1419 هـ )
اسمه ونسبه :

الشيخ محمّد أمين بن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ زين الدين البصري البحراني .

ولادته :

ولد الشيخ زين الدين في التاسع عشر من شعبان 1333 هـ بقرية نهر خوز من قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة .

أساتذته : نذكر منهم ما يلي :

1ـ الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني ، المعروف بالكمباني .

2ـ أبوه ، الشيخ عبد العزيز زين الدين .

3ـ السيّد جواد الطباطبائي التبريزي .

4ـ السيّد محسن الطباطبائي الحكيم .

5ـ الشيخ علي محمّد البروجردي .

6ـ الشيخ محمّد طاهر الخاقاني .

7ـ الشيخ محمّد جواد البلاغي .

8ـ الشيخ ضياء الدين العراقي .

9ـ الشيخ عبد الحميد الخاقاني .

10ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .

11ـ السيّد عبد الله الشيرازي .

12ـ السيّد حسين البادكوبي .

13ـ الشيخ باقر الزنجاني .

تلامذته : نذكر منهم ما يلي :

1ـ ابنه ، الشيخ ضياء الدين زين الدين .

2ـ أخوه ، الشيخ علي البصري .

3ـ السيّد مصطفى جمال الدين .

4ـ الشيخ محمّد رضا العامري .

5ـ السيّد حسين بحر العلوم .

6ـ السيّد جواد الوداعي .

أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :

1ـ قال الأُستاذ علي الخاقاني في شعراء الغري : ( له شخصية علمية رصينة ، تلفعت بالفضائل ، وتمنطقت بالعفّة والتقى ، مثال الإنسان الذي ينشد الكمال ، ومقياس الشخص الذي يحب الخير ويسعى للحق ، عَرفتُه بهذه الصفات ، وأكبرته لها ، وأشدت بفضله في كثير من أحاديثي التي أقوم بها أثناء زيارتي للأصدقاء ) .

2ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة : ( وهو اليوم من الفضلاء المبرَّزين في حلقات دروس أعلام العصر ، وممَّن يؤشر إليه في الكتابة وحسن السيرة ... ، وله تصانيف جيّدة نافعة ) .

3ـ قال الشيخ عبد الهادي الأميني : ( وقد حباه الله بموهبة عالية في الأسلوب ، فهو موفَّق فيه ، يستولي على الألباب الواسعة ، ويهيمن على القلوب المتحجّرة ) .

4ـ قال السيّد مصطفى جمال الدين : ( وكان هذا الشيخ بالإضافة إلى علمه الجَمّ شاعراً من طراز متقدِّم ، وكاتباً بارعاً ذا أُسلوب متميّز ، لعلّه أقرب إلى أُسلوب الزيَّات ) .

دوره في إصلاح الحوزة :

التركيز على إقامة حوزات علمية في كل بلد إسلامي يوجد به رجال دين فضلاء ، حيث يمكنهم القيام بعبء تدريس المواد العلمية المطلوبة في الدراسات المنهجية في الحوزة ، وعدم انتقال الطلاّب إلى الحوزات العلمية الكبرى في النجف أو غيرها ، إلاّ بعد استكمال الاستفادة من العلماء الموجودين في تلك البلاد ، وكان يهدف من هذا إلى :

أوّلاً : التجديد المستمر لمعلومات أُولئك الفضلاء ، وخبرتهم في تلك المواد الضرورية الأساسية لمُهمَّتهم ، وأدائهم لمسؤولياتهم في المجتمع .

ثانياً : استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلاّب الذين لا يمكنهم السفر إلى الحوزات العلمية الكبرى ، بسبب الظروف المعيشية أو غيرها من الموانع .

ثالثاً : إشاعة الثقافة الإسلامية الأصيلة في كل مكان يتواجد فيه مثل أُولئك العلماء والطلاَّب بشكل منهجي متكامل ، فوجود الطلاّب بين ذويهم وأصدقائهم ممّا يدعوهم دائماً إلى طرح معلوماتهم في المجتمع بكل وسيلة يستطيعون فيها ذلك .

رابعاً : عدم تأثّر الدراسات العلمية بالظروف الاجتماعية والسياسية العامّة ، التي لها أثرها الكبير في سفر الطلاّب وإقاماتهم في الأقطار التي فيها الحوزات العلمية الكبيرة .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

1ـ مع الدكتور أحمد أمين في حديث المهدي والمهدوية .

2ـ تقريرات بحوث الشيخ العراقي في الأُصول .

3ـ تقريرات بحوث الشيخ الكمباني في الفقه .

4ـ الإسلام : ينابيعه ، مناهجه ، غاياته .

5ـ العفاف بين السلب والإيجاب .

6ـ الأخلاق عند الإمام الصادق .

7ـ إلى الطليعة المؤمنة .

8ـ بين المكلّف والفقيه .

9ـ المسائل المستحدثة .

10ـ من أشعة القرآن .

11ـ رسالات السماء .

12ـ كلمة التقوى .

13ـ رسائل أدبية .

14ـ أمالي الحياة .

وفاته :

توفّي الشيخ زين الدين ( قدس سره ) في التاسع والعشرين من صفر 1419 هـ ، ودفن بداره في النجف الأ

وهذا رابط موقعه

http://www.zaineddeen.net/

وهنا صوره

http://www.zaineddeen.net/index.php?Page=55

إنشاء حوزة الوداعي كان بإيعاز مبارك من زين الدّين
محمد نعمان- البحرين

كما أنبتت أرض البحرين علماء وفقهاء ومفكرين، كانت ولا تزال محجّاً لأمثال أولئك، ولم يشهد تاريخها فتوراً في وشيج العلاقة التي تربط العلماء الإسلامية، فعلى الدوام كان هنالك من يمرّ بها فتعتزّ بأيامة وأثره وآثاره. وآية الله الشيخ محمد أمين زين الدين من أبرز من عرجّ عليها فعرّجت به. فلم تكن كما كانت، فإن يكن سماحته قد ولد في " نهر خوز " بالبصرة، إلا أنه تواصله معها لم يكن كما كان مع كرزكان قرية آبائه ومنزله في البحرين، حيث ينحدر من أسرة علمية عريقة بحرينية الأصل سكنت تلك المنطقة المركز في زياراته التربوية التبليغية. وقد كانت له زيارات مماثلة لمنطقة سيهات والقطيف ضمن خارطة عمله التثقيفي والدعوي.
زين الدين عايش وجدان البحرين، وشكل مروره غير القصير علامة فارقة في ذاكرتها، فيذكر أحد رجالات كرزكان وهو الحاج إبراهيم شرار أنه صلّى الجمعة من خلف سماحته أكثر من 15 سنة .. طبعت فيها بصمته وذكراه لدى أكثر من جيل من العلماء.. وذلك ما نحاول طرقه في الكلمات المتقدمة..
شيخ الشّباب
على مقربة من سنواته الأخيرة في البحرين يكون له أن يتشررّف بخدمته وصحبته التي لا تتملّك أحاسيسه وهو يدلي بشهادته التي تجاوزت أسلوب الخواطر والسرد الأدبي، يومها دخل في المرحلة الثانوية ولم يدرك أنه سيلتقي بأحد العظماء وسيلتصق به.. بشيء من الحنين يتذكر سماحة الشيخ خليل الشاخوري ما مضى من سنوات نقشتها حلاوتها ومكانتها في ذاكرته وامتزجت بوجدانه..
يروي الشاخوري بأن لطف الله وعنايته قاداه إلى الارتباط بكبار السن ممن دأبوا على حضور مجلس سماحة الشيخ زين الدين أيام نزوله، فكان أن تشرّف بخدمة الشيخ ومرافقته مع من كان لهم شرف ذلك، فيذكر كيف كانت تربية وتأثير الشيخ في جميع محيطه، فقد كان معلّماً لكل من يلتقي به وينقل بعض المشاهدات التي عرف به من قبيل عدم رضاه بما لا يناسب من القول في مجلسه العامر بالذكر والوعظ، فحدّث من غير قصد أن دخل أحدهم في غيبة وهو يتحدث من غير قصد فاستغفر له سماحته ثلاثاً بصوت في تجهّم، ونهى وزجر فكان ذلك درساً كبيراً لمن حضر..
لقد بدا واضحاً تقريبه واهتمامه بالشباب والناشئة من أبناء جيلنا، فقد كان حضورهم في المجلس والمسجد يتنامى، وكنا في اليوم الذي نحسّ فيه برضا الشيخ عنا نسعد ونرتاح نفسياً على عكس إذا ما انزعج منا، ففي يوم كانت له زيارة لدمستان تلبيةً لإحدى الدعوات، فحضرت مع المرافقين، وصلّينا الظهر وتناولنا الغذاء، وفي فترة العصر استأذنت على أمل الرجوع مع المغرب، أيامها كنت متولعاً بلعب الكرة فانشغلت ولم ألتق بسماحته إلا في اليوم التالي، وأحسست منه عدم الارتياح، وقد أكد ذلك سؤال أحدهم لسماحته عما إذا كان راضياً ومسامحاً لي لعدم عودتي فكان ردّه بأني أسامحه إذا كان أبوه يسامحه.. في إشارة إلى عدم رضا وكان ذلك عليّ من أشدّ الأيام .. إلى هذه الدرجة كنا نرتبط بأبوة الشيخ..
لم يكن الشيخ يردّ سائلاً، وعلى نحو الطرفة يذكر الشاخوري كيف أنه استوقف سماحته والحشود تنتظره في صلاة الجمعة، وسأله سؤلاً عادياً في الطهارة على مسمع الحضور، لا لشيء إلا ليقال أن فلاناً سأل الشيخ – على حد تعبير الشاخوري – فردّ عليه بلاا حرج.. لقد ربّانا سماحته على السؤال وحبّ طلب العلم، وذلك ما نما فيّ شخصياً فاتجهت للدراسة الحوزوية..
ويستحضر الشاخوري بعض المواقف المهمة من زيارات العلماء وتراودهم على سماحته، ويركز على زيارة لسماحة العلامة الشسخ عيسى أحمد قاسم وسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري والتي قد تكون – إن لم يخب ظنه- أحد أسباب إعلانه للفقاهة، حيث كتب بعدها الرّسالة الصلاتية، ويضيف أن الشيخ أعطاني تعليقه الأصلي وطلب مني نسخه ولا أزال أحتفظ بتلك النسخة وذلك الإهداء التربوي والتعليمي..
مسجد الفتح
لم تقتصر زياراته سماحته الشيخ زين الدين التي تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر سنوياً على برنامجه التبليغي المعتاد، فبالاضافة إلى صلاته ومجلسه في كرزكان كان يزور مختلف القرى من الدير إلى السنابس، فكان موضع حفاوة من مختلف مناطق وأهلي البحرين، ويذكر سماحة الشيخ محمد جواد الشهابي صاحب كتاب " بين المكلف والفقيه " ومدير حوزة الباقر ، أنه شهد أيام صباه افتتاح سماحة الشيخ زين الدين لمسجد الفتح بالدراز في سبعينيات القرن الماضي، حيث صلى سماحته وألقى كلمته حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتب ورقة خاصة لا يزال القيمون على المسجد يحتفظون بها، كما يذكر كيف أنه حين يزور مجلسهم تختلف الاستعدادات وكل شيء في المنطقة..
وعن مؤشرات علاقته سماحته بالعلماء يتحدّث الشهابي عن بحوث مخطوطة وجدها في تراث العلامة المرحوم الشيخ عبد المحسن الشهابي، وكانت زهاء ستة دفاتر عبارة عن ردود ومراسلات تحدث في بعضها عن الفلك وإثبات الشهور، وكانت ذات قيمة علمية عالية، كما تحدّث الشهابي عن رعاية وأبوية سماحته رحمه الله ورسالتيه فيما يبدو من نصوص وكلائه، وعلاقته الوطيدة مع وكلائه الأفاضل اللذين يتذكر منهم سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم وسماحة العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري وسماحة العلامة السيد جواد الوداعي وسماحة الشيخ عبد الحسين الستري، وسماحة الشيخ محمد صالح الربيعي وسماحة السيد علوي الشهركاني..
وفي لفتة هامة يستحضر الشيخ محمد جواد الشهابي أثر الشيخ زين الدين في الحوزات العلمية في البحرين، ويذكر أن إنشاء الحوزة العلمية برعاية السيد جواد الوداعي كان بإيعاز ومباركة من سماحته ، وان الحوزة تحتفظ برسالة توجيهية أرسلها سماحته للحوزة أوصى فيها بتنظيم شؤون الحوزة وعدد من الأمور الأساسية في عملها، ويقول الشهابي أنه لاشك أن لذلك كان بالغ الأثر في مسيرة الحوزة.
ويركز الشهابي على حرص سماحته ( قدّس سره ) على وحدة الصف وتماسك الأمة، الأمر الذي بدا واضحاً في أشدّ اللاختلافات الفقهية، كما يبين أهمية ما أنتجه سماحته والحاجة إلى دراسته وتسليط الضوء على حياته، كاشفاً عن كتاب كان يعدّه عن حياة الشيخ ولكنه توقف بعد نشر الشيخ الفضلي وبعض العلماء الأفاضل كتب تتناول سيرته وهم أجدر بذلك ، إلا أن مساعي تتجدّد مع فكرة أسبوع الشيخ زين الدين الثقافي لتناول مالم يتم تناوله وتعريف الشباب والناشئة أكثر بشخصية آية الله العظمى الشيخ محمد أمين زين الدّين ( قدّس سره )..
الخوف من لقاء جعفر بن محمد
لم يكن مستغرباً اهتمام وتشوّق سماحة السيد علوي الشهركاني للحديث عن الشيخ زين الدّين ( قدّس سره )، وقد عايشه فترة من الزمن وشهد أيامه، وإذ تعود بالشهركاني أشرطة الذكريات يعود بنا إلى لقائه الأول وتشرّفه برؤية سماحة الشيخ في أحد مجالس دار كليب، حيث لم يحضر في البداية جمعته لتركيز والده على الصلاة من خلف الشيخ إبراهيم المبارك، إلا أن ذلك لم يمنعه من الصلاة خلفه وحضور مجلسه وجمعته، الأمر الذي ربطه أكثر بالشيخ ووضعه على جاجة الدراسة الحوزوية نتيجة لنصحه وتوجيهه ورعايته..
وحول جمعته يقول أنها كانت تربوية، وقد كان سماحته يستقرّ في البحرين لستة أشهر ليصلي تماماً وينتقل للتبليغ هنا وهناك، وكانت خطبته مكتوبة، وحتى التسليمات على اهل البيت مكتوبة، ولكل خطبة سلام خاص، وكتابته للخطبة تحرياً لدقة وحرصاً منه على محاسبة نفسه، والوعظيات كان يخاطب بها نفسه، والعجيب أنه يقرأ الخطبة ويتفاعل معها ويبكي بلا زيادة ولا نقصان ولا خروج عن نص الورقة..
ويركز الشهركاني في تناوله لشخصية الشيخ العالمة والواعية على حرصه على وحدة الأمة، حيث لم يكن يرضى لنفسه أن يطرح شيئاً غير الذي طرح، وعلى الرغم من معيشته في ظرف كانت له نظريات وآراء حول الساحة، ومع ذلك لم تعزله عن حمل الهمّ ولم يحمله حماسه الشخصي على تفريق الناس، فقد حرص على وحدة الكلمة على مستوى المواقف العلمية فلم يحرج الساحة، ولم يتحدّث عن التقليد على الرغم من آرائه المختلفة لحرصه على علاقة الناس بالفقهاء، فلم يفرد له باباً، وحين سئل من بعض الفضلاء أجاب بأنه يختلف مع الفقهاء في مسائل ويخاف أن يلقى جعفر بن محمد فيقول له .. فرّقت شيعتي! وذلك الخوف هو ما جعل سماحته وفي أشدّ المواقف، بل وفي المداولات العلمية المعروف رأيه المختلف فيها وهو يسكت، حتى أن السيد محمد سعيد الحكيم يقول عجبت من صمته ولم يتكلم، ومدرسة الحديث تناقش.. وهو محدّث بارع يتداول في موضوعات الحديث، وهو يصمت.. وأحفظ له كلمة: لابد للأمة من كلمة توحّدها أو تقارب في الآراء..
عند ضريح الامام الحسين
وحول علاقته بالشيخ ( قدّس سره ) يقول الشهركاني، وجدته مقلداً قائداً كاملاً يملؤني ويعطيني العطاء الكبير، وكنت أعتمد توجيهاته وأعترف بها، وإن لم أعطها حقّها من تقصيري.. آنسنا واستفدنا من توجيهاته الخاصة، أتذكر اهتمامه وحرصه على التربية في كل المواقف، فلم يفت معه موقف لا يذكرني فيه بالله، ولا ينصحني وينبهني إن أخطأت أو غفلت..
تشرّفت ذات مرة بزيارة الحسين عليه السلام في يوم عرفة ولقائه عنده، فكنا عند الضريح فكان أن حبّذ لي ونصحني بترك الخطابة والتفرّغ لطلب العلم، وقال لي : البحرين لم تكن البصرة .. البصرة ليس فيها علماء، البحرين يا ولدي بلاد الشيخ يوسف البحراني ، تحتاج إلى العلماء فتوجّه واعلم بأنك بتوجهك لطلب العلم لا يعني أنك تترك الحسين عليه السلام، بل أنك تخدم الحسين وقال لي : ها أنا أكلمك عند الحسين وذلك ما يريده عليه السلام ، فقلت له : يا شيخ أين أذهب كل تلك النصوص سأوازن بين العلم والمنبر .. فقال لي: لن تستطيع.. وفي مجال الخطابة يقول أنه قرأ مجلساً في حضرته ةفي مجلسه في شهر رمضان ، وقد تأخر الخطيب فدعاني للقراءة..
ما مشى إلى المرجعية
ويتذكر الشهركاني كيف أنه التقى سماحته في تلك الأيام العصيبة في العراق أيام الوفود على الشهيد الصدر ( قدّس سره )، وقد لبس غترة بحرينية حمراء ووجهه مبّيض مني ، وهو يتمتم بذكر الله ويقول فيما بعث في أنفسنا السكينة والطمأنينة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون لا الشدة تدوم ، ولا الفرج يدوم .. ولا نشعر بالفرج حتى تأتينا الشدّة .. وجدته حينها كأحد الأئمة يطوف بنا..
وحول مرجعيته يقول أنه بدأ بالفتيا في تعليقه على الرّسالة الصلاتية للشيخ يوسف البحراني، وقد عرف في البحرين منذ سنوات سبقت إعلان فقاهته بحلّه للمشاكل التي لا يحلها إلا الفقهاء، ولم يكن ليحثّ أحداً على تقليده عن مسألة فقال : هي هكذا إن كنت تقلدني فقلت له لا اقلدك ، فلم يتأثر ولم يأبه ، فقد كان يركز على أن يكون التقليد بصيرة .. وقد جئته بأحد الأخوة أراد أن يسافر الى لندن للدراسة فوجّهه ونصحه ، بأن تلك البلاد قد تكون خير لك من بلاد الأسلام ، فإن كنت تجبر على المعصية هناك فهناك لا جبر ولا قسر وهو اختبار للتقوى .. وأوضحت لسماحته أنه لا يقلد .. فقال لي أتركه حتى يتعلّم ويختار عن بصيرة
لم يمش إلى المرجعية رحمه الله وإنما جاءته – والحديث للشهركاني – ولكنها جاءته وسمعت بأذني سماحة الشيخ الشهيد مرتضى البروجردي يقول عنه : إنه يذكّرني برسول الله صلى الله عليه وآله ، كما سمعت المرجع السيد علي السيستاني يقول : يذكرني بآل البيت عليهم السلام .. وما سألت عالماً إلا ومدح تقواه وورعه قبل علمه..
ارتباط علماء البحرين بزين الدين
وبالنسبة لأبوية وتربوية سماحة الشيخ زين الدين ( قدّس سره )، وارتباط علماء البحرين به، يوضّح السيد الشهركاني بأنك إذا أردت أن ترى تربيته فانظر إلى وكلائه في البحرين ، وقد أثرت عليهم شخصيته وتربيته، فالطابع العام لديه الأخلاص وهذا ما نجده فيهم ، فأذا نظرت إلى الشيخ عيسى أحمد قاسم ، فإنه يعطيك الكثير من الشيخ زين الدين .. في الخلوص، في الزهد عن الدنيا والاهتمام بالدين وحمل همّ المسلمين .. أنا أراه تربيته ، وأراهم تربيته ، وكذلك الشيخ محمد صالح الربيعي ، كيف هو إخلاصه وتلمّسه لهموم الأمة .. أنظر إلى السيد الوداعي بكل ما يحمل حفظه الله .. وكل وكلائه تربيته .. ولو أطلعت على نص وكالته للشيخ عبد الحسين الستري حفظه الله ، لوجدت ذلك المقدار من التربية.. الستري لديه روحية القبول بالدراسة لدى علماء من أعمار أولاده في قم .. لماذا لأنه ولأن كل وكلائه الفضلاء من تربيته..
ويتذكر السيد الشهركاني مترحما على الشيخ زين الدين والشيخ عبد الأمير الجمري ، موقفاً مؤثراً يدلّ على الارتباط الروحي بينه وبين الشيخ زين الدين وإحساسه بأبوته ورعايته، فبعد عشر سنوات من الانقطاع عن العراق وصلتني صورة لسماحته قدسّ سرّه، وذهبت بها إلى سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري ، فوجدت أنه ارتاح نفسياً .. كأن هناك من أعطاه دواء .. وقال لي ( إشسويت بيا ؟ ! ) ماذا فعلت بي ؟ إن مسحته عليه واضحة..
لقد تأثر السيد علوي الشهركاني كثيراً بتلك الذكريات عن الشيخ زين الدين ، وراح ينشد شعره الذي جادت به قريحته فور سماع خبر الوفاة الصاعق بعد متابعة يومية بالاتصال بالنجف إبّان مرض الشيخ

كذلك هنا صور كثيرة لعلماء البحرين ...والكثير من الصور النادرة الأخرى ...

http://www.alyageen.org/gallery/categories.php?cat_id=26

بارك الله بكم أخواني
والله يحفظ علمائنا ويرحم الماضين

السلام عليكم
كل الشكر لطارحي هذا الموضوع والأخ أكرم النجفي على ما أفاده من معلومات قيمة