وهذه قصيدة للشاعر العبدي الكوفي
هــل فـــــي سؤالك رسم المنزل الخرب * بــــــرء لقلبك من داء الهوى الوصب؟!
أم حــــره يـــــــوم وشــــــك البين يبرده * ما استحدثته النوى من دمعك السرب؟!
هيهــــــات أن ينفد الــــــوجد الــمثير له * نأي الخــــــليط الذي ولــــــــى ولم يؤب
يا رائــــــد الحـي حسب الحي ما ضمنت * لــــــه المــــــدامع من ماء ومن عشب
ما خــــــلت من قبل أن حـالت نوى قذف * إن العــــــيون لهم أهمـــى من السحـب
بانــــــوا فكــــم أطلقوا دمعا وكم أسروا * لبا وكــــــم قطعــــــوا للــوصل من سبب
من غــــــادر لم أكن يــــــوما أســــر له * غـدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي
وحــــــافظ العهد يبدي صفحــــــتي فــرح * للكاشحــــــين ويخــــفي وجد مكتئب
بانــــــوا قبابــــــا وأحــــــبابا تصونهــــم * عــــــن النواظــــــر أطراف القنا السلب
وخــــــلفوا عــــــاشقا ملقـى رمى خلسا * بطــــــرفه خدر مــــــن يهــوي فلم يصب
لهــــــفي لما استودعت تلـك القباب وما * حجبــــــن مــــــن قضـــب عنا ومن كثب
من كــــــل هيفاء أعطاف هضيم حشــــا * لعسآء مــــــرتشف غــــــراء منتــــــقب
كأنمــــــا ثغــــــرها وهنــــــا وريقــــــتها * ما ضمــــــت الكاس من راح ومن حبب
وفــــــي الخدور بــــــدور لـــــو برزن لنا * بــــــردن كــــــل حــــــشا بالوجد ملتهب
وفــــــي حــــــشاي غـــــليل بات يضرمه * شـــوق إلى برد ذاك الظلم والشنب
يا راقــــــد اللوعة اهبـــب من كراك فقد * بــــــان الخــــــليط ويا مضني الغرام ثب
أمــــــا وعصــــــر هـــوى دب العزاء له * ريــــــب المنون وغــــــالته يــــــد النوب
لأشرقن بدمعــــي إن نــــأت بهـــــم * دار ولــــم أقـض ما في النفس من إرب
ليس العجيــــب بــــأن لم يــــبق لـي جلد * لكــــن بقــــائي وقــــد بانــوا من العجب
شبــــت ابن عـــشرين عاما والفراق له * سهم متــــى يصــــب شمــل الفتى يشب
ماهـــــز عطفي من شـــــوق إلى وطني * ولا اعتـــــزاني مـــــن وجــد ومن طرب
مثـــــل اشتـــــياقي من بعـــــد ومنـــتزح * إلى الغـــــري ومـــــا فيه مـــن الحسب
أزكـــــى ثرى ضم أزكـــــى العالمين فذا * خيـــــر الـــــرجال وهـــذا أشرف الترب
إن كـــــان عن ناظري بالغـــــيب محتجبا * فـــــإنه عن ضميـــــري غيـــر محتجب
يا راكبـــــا جـــــسرة تطـــــوي منا سمها * مـــــلاءة البـــــيد بالتقريب والجنب
تقـــــيد المغـــــزل الادمـــــاء في صعـــــد * وتطــلح الكاسر الفتخاء في صبب
تثـــــني الريـــــاح إذا مـــــرت بغـــــايـتها * حـــــسرى الطــلائح بالغيطان والخرب
بلـــــغ ســـــلامي قـــــبرا بالــــغري حوى * أوفـــــى البـــرية من عجم ومن عرب
واجعـــــل شعـــــارك الله الخـــــشوع بــه * ونـــــاد خيـــــر وصي صنــــو خير نبي
إسمـــــع أبـــــا حــــسن إن الأولى عدلوا * عـــــن حكــمك انقبلوا عن شر منقلب
مـــــا بالهم نكـــــبوا نهـــج النجاة ؟ ! وقد * وضـحته واقتفوا نهجا من العطب
ودافعـــــوك عن الأمـــــر الذي اعــــتلقت * زمـــــامه مـــــن قـــريش كف مغتصب
ظلـــــت تجـــــاذبها حـــــتى لقـــــد خـرمت * خـــــشاشها تربت من كف مجتذب
وكـــــان بـــــالأمس منهـــــا المستقيل فلم * أرادهـــــا الـيوم لو لم يأت بالكذب ؟ !
وأنـــــت تـــــوسعه صبرا عـــــلى مضض * والحلـــــم أحـسن ما يأتي مع الغضب
حتى إذا المـــــوت نـــــاداه فـــــأسمعـــــه * والمـــــوت داع متـــى يدع امرءا يجب
حبابهـــــا آخرا فـــــأعتاض محتقـــبا * منـــــه بأفـــــضع محـــــمول ومحتقــب
وكـــــان أول مـــــن أوصـــــى ببيعـــــــته * لـــــك النـــــبي ولكـــــن حــال من كثب
حتـــــى إذا ثـــــالث منهـــــم تقـــــمصـــها * وقـــــد تبـــــدل منهـــــا الجـــــد باللعب
عـــــادت كما بـــــدأت شـــــوهاء جــاهلة * تجـــــر فيهـــــا ذئـــــاب اكـــــلة الغـلب
وكـــــان عتـــــها لهم في " خم " مزدجر * لمـــــا رقـــــى أحــمد الهادي على قتب
وقـــــال والنـــــاس من دان إلــــــيه ومن * ثـــــاو لديـــــه ومـــــن مصــغ ومرتقب
: قم يـــــا عـــــلي فإني قـــــد أمــرت بأن * أبلـــــغ النـــــاس والتبلـــــيغ أجـدر بي
إني نصبـــــت عـــــليا هـــــاديا عـــــلمـــا * بعـــــدي وإن عـــــليا خـــــير منـــتصب
فبايعـــــوك وكــــــــــل بـــــاســـــط يـــــده * إليـــــك مـــــن فـــــوق قلب عنك منقلب
عـــــافوك لا مـــــانع طـــــولا ولا حصـــر * قـــــولا ولا لهـــــج بالغـــــش والـــريب
وكنـــــت قطـــــب رحـــــى الاسـلام دونهم * ولا تـــــدور رحـــــى إلا عـــــلى قـــطب
ولا تماثـــــلهم فـــــي الفضـــــل مـــــرتـبة * ولا تشـــــابههم فـــــي البـــيت والنسب
إن تلحـــــظ القـــــرن والعـــــسال فــي يده * يظـــــل مضـــــطربا فـــي كف مضطرب
وإن هـــــززت قـــــناة ظـــــلت تـــــوردهــا * وريـــــد ممتـــــنع فــــي الروع مجتنب
ولا تســـــل حـــــساما يـــــوم ملحـــــمـــــة * إلا وتحجـــــبـــــه فـــــي رأس محتجب
كيـــــوم خيـــــبـــــر إذ لـــــم يمتـــــنع زفـر * عـــــن اليـــــهود بغـــــير الفر والهرب
فأغـــــضب المصطـــــفى إذ جـــــر رايـــته * عـــلى الثرى ناكصا يهوي على العقب
فقـــــال : إنـــــي سأعـــــطيها غــــدا لـفتى * يحـــــبه الله والمبعـــــوث منـــــتــــجب
حـــــتى غدوت بهـــــا جـــــذلان تحــــــملها * تـلقاء أرعن من جمع العدى لجب
جـــــم الصـلادم والبيض الصوارم والزرق * اللهـــــاذم والمـــــاذي واليـــــلــب
فــــالأرض مــــــن لاحــــقيات مطهــــمــــة * والمستظــــل مثــــار القسطــــل الهـدب
وعــــارض الجــــيش من نــــقع بــــوارقه * لمــــع الأســــنة والهنــــدية القـــــضب
أقــــدمت تضــــرب صــــبرا تحــــته فغــــدا * يــــصوب مــــزنا ولـو أحجمت لم يصب
غــــادرت فــــرسانــــه مــــن هـــارب فرق * أو مقعــــص بـدم الأوداج مختضب
لك المناقــــب يعــــيى الحــــاسبون بهـــــــا * عــــدا ويعــــجــــز عــــنهــــا كل مكتتب
كرجــــعة الشــــمس إذ رمــــت الصلاة وقد * راحــــت توارى عـــن الأبصار بالحجب
ردت عــــليك كأن الشهــــب مــــا اتضــحت * لناظــــر وكــــأن الشــــمس لــــم تغــب
وفــــي بــــراءة أنـــــباء عــــجــــائــــبهــــا * لــــم تطــــو عـــــن نازج يوما ومقترب
وليــــلة الغــــار لمــــا بــــــت مــــمتــــــــلأ * أمنــــا وغــــيرك مــــلآن مـــن الرعب
مــــا أنت إلا أخــــو الهــــادي ونــــاصـــره * ومظهــــر الحــــق والمنعـوت في الكتب
وزوج بضعــــته الــــزهراء يكــــنفهــا * دون الــــورى وأبــــو أبــــنائه النـــجب
مــــن كــــل مجــــتهد فــــي الله معــــتضـــد * بــــالله معــــتقــــد لله مــــحــــتــــســــب
هــــادين للــــرشــــد إن ليــــل الضلال دجـا * كــــانوا لطــــارقهم أهـــدى من الشهب
لقــــبت بالــــرفض لمــــا إن منحــــتهـــــــم * ودي وأحســــن مــــا ادعــــى بـه لقبي
صــــلاة ذي العــــرش تــــتــــرى كـــل آونة * عــــلى ابــــن فــــاطمة الكشاف للكرب
وابــــنــــيه مــــن هــــالك بالســــم مخــترم * ومــــن معــــفر خــــد فــــي الثرى ترب
والــــعابد الــــزاهد السجــــاد يتــــــــبــــعـه * وباقـــــــر العــــــــــلم داني غاية الطلب
وجعــــــــــــــفر وابنه مــــوسى ويتبعه البر * الـــــــرضا والجـــــــواد العـــــابد الدئب
والعـــــــسكريين والمهـــــــدي قـــــــائمــهم * ذو الأمــــــر لابس أثواب الهدى القشب
مـــــــن يمـــــــلأ الأرض عـدلا بعد ما ملأت * جـــــــورا ويقــــمع أهل الزيغ والشغب
القـــــــائد البهم الشـــــــوس الكـــــــماة إلى * حـرب الطغاة على قب الكلا الشزب
أهـــــــل الهدى لا أنـــــــاس بـــــــاع بائعهم * ديـــــــن المهيمن بـــــــالدنيا وبالرتــــب
لـــــــــو أن أضغانهـــــــــم فــي النار كامنة * لأغنـــــــــت النــــــار عن مذك ومحتطب
يا صاحـــــــــب الكــــــــوثر الرقراق زاخرة * ذود النـــــــــواصب عــن سلساله العذب
قـــــــــارعت منهـــــــــم كماة في هواك بما * جـــــــــردت مـــــــن خاطر أو مقول ذرب
حتـــــــــى لقد وسمـــــــــت كـــــلما جباههم * خـــــــــواطري بمـــضاء الشعر والخطب
صحـــــــــبت حبـــــــــك والتـقوى وقد كثرت * لـــــــــي الصحـــــاب فكانا خير مصطحب
فاستجـــــــــل مـــــــــن خـاطر العبدي آنسة * طابـــــــــت ولـــــوجا وزتك اليوم لم تطب
جـــــــــاءت تمـــــــــايل في ثوبي حيا وهدى * إليـــــــــك حـــــــــالية بالفـــــضل والأدب
أتعـــــــــبت نفـــــــــسي فـــي مدحيك عارف * بـــــــــأن راحـــــــــتها فــــــي ذلك التعب
*******************
مــــن فضلــــه أنــــه قد كان أول من * صلى وآمــــن بالــــرحمن إذ كفـــروا
سنيــــن سبعــــا وأيامــــا محـــــرمة * مع النــــبي عــــلى خوف وما شعروا
ويــــوم قال له جــــبريل : قـد علموا * أنذر عشيرتك الأدنــــين إن بــــصـروا
فقــــام يدعــــوهم مــــن دون أمتـــه * فما تخلف عــــنــــه منهــــم بــــشــــر
فمنهــــم آكــــل في مجــــلس جــذعا * وشارب مثــــل عس وهو محتضر
فصــــدهم عـــن نواحي قصعة شبعا * فيها من الحب صــــاع فوقه الوذر
فــــقال : يــــا قوم إن الله أرسلـــني * إلــــيكم فــــأجيــــبـــــوا الله وادكــــروا
فأيــــكم يجتبي قــــولي ويـــؤمن بي * إنــــي نــــبي رســــول فــــانبرى غــدر
فقــــال : تــــبا أتــــدعونا لتفـــلتــــنا * عــــن ديننا ؟ ثـــم قام القوم فاشتمروا
من الذي قــــال منهم وهــــو أحدثهم * ســــنا وخــــيرهم في الذكر إذ سطروا
: آمنــــت بالله قــــد أعــــطيت نافلة * لــــم يعــــطها أحــــد جــــن ولا بـــشـر
وإن مــــا قلتــــه حــــق . ؟ ! وإنهم * إن لم يجيــــبوا فــقد خانوا وقد خسروا
ففــــاز قــــدما بها والله أكــــرمــــه * وكــــان سبــــاق غـــايات إذا ابـــتدروا
**************
بـــــأبــــي أنــــت وأمــــي * يــــا أميــــر المـــؤمنينا
بـــــأبــــي أنــــت وأمــــي * وبــــرهــــطي أجمعــينا
وبأهــــلي وبــــمــــالــــي * وبــــنــــاتــــي والبـــنينا
وفــــدتك النــــفـــس مني * يــــا إمــــام المتــــقيــنا
وأميــــن الله والــــوارث * عــــلــــم الأولــــيــــنـــا
ووصــــي المصــــطـــفى * أحــــمد خــير المرسلينا
وولــــي الحوض والذائد * عــــنــــه المــــحدثــــينا
أنت أولى الناس بالناس * وخــــير النــــاس ديــــنا
كنــــت فــــي الـدنيا أخاه * يــــوم يدعــــو الأقـربينا
ليجــيــــبــــوه إلــــى الله * فــــكانوا أربــــعــــيــــنـا
بين عــــم وابــــن عــــم * حــــوله كــــانوا عـــرينا
فــــورثــــت العــــلم منه * والكــــتاب المستبــــينــا
طبــــت كهــــلا وغــلاما * ورضيعــــا وجنــــيــــنــا
ولــــدى الميـــــثاق طينا * يــــوم كــان الخلق طينا
كنــــت مأمــــونا وجـيها * عـــند ذي العرش مكينا
في حجــــاب النـــور حيا * طيــــبا للطــــاهريــنــــا
*********
وبـعــــدهـــــــا جاءه جــــبريل يــــأمـــــــره * بــــأن يجــــاهر بالاسلام مــــجــــريــــهــــا
وقال : فاصدع بأمر الله إنــــك مبعـــــــوث * لتــــــــدعــــو إليــــه الـــنــــاس تهــــديـــها
أنذر عشيرتك الدنــــيا بشـــرعـتك الغــــرا * وأظهــــــــر لهــــا أســــنــــى مـــعــانــــيها
ومــــذ تــــبلـــــــغ أمــــر الله هــــــــم بـــه * بهــــمــــة مــــا اعــــتدا الكفـــار يثــنيــــها
ولم يجــــد عــــضدا كي يستعـيــــن بـــــــه * عــــلــــى مجــــاهرة قـــد كان خــــاشيهـــا
إلا العــــلــــي فــنــــاداه وأخـــــــــبــــــــره * بــــبغــــيــــه حــــســب أمر الله باغــــيـــها
وقــــال هيــــئ لنــا فـــــي الحــال مأدبــــة * وليتــــقــــنــــن لهــــا الألــوان طاهـــيـــها
فرجل شاة على صاع الطعام واعســــاس * لهــــــــا اللــــبن الــــنوقي يــــملــــيهـــــــا
وادع الهــــواشم باسمي كـــي أشافههــــا * بــــــــأمر ربــــــــي بــــــــاري وبـــاريهــــا
قـــــام العلي بأمــــر المصطفى ودعــــــــا * إلى وليمته أكــــــــرم بــــــــداعـــــــــيهــــا
أبناء هــــاشم هــــم كــــانوا عـــشيــــرته * ولم يكــــــــن فيــــــــهم إلا ملبــــــــيـــهــــا
وعــــدهم كــــان عــــند الأربعــــــين وهم * رجالة العــــــــرب فـي إحصاء محصيهــــا
هــــذي عشــــيرة طـــه بــــل قرابته الدنيا * التي كــــــــان للاسلام راجــــــــيــــــــهــــا
وإذ أتــــته تلقــــاها عــــــــلــى رحــــــــب * ببشره وانثــــــــنى صفــــــــوا يحيـــــيهــــا
حتى إذا ما استوى فــــيها المقــــام لهــــا * مد السمــــــــاط وفــــــــيه ما يشــــهيهــــا
فأقبــــلت ورســــــــول الله يخــــدمــــهــــا * على الطعــــــــام ويعــــــــني كـي يهنيهــــا
حتــــى إذا أكــــلــــت ذاك الطعــــام ومـن * ألبانه سقــــــــيت والله كــــــــافيــــــــــهــــا
ظل الطعــــام كمــــــــــا قد كان وهو وأيم * الله مــــــــا كان يكفي مستجيعــــــــيهــــــــا
وتلك معجــــزة للمصطفــــــــى وبــــــــها * قام العلي وعـــــــــنه نحــــــــن نرويهــــــــا
وثم ابتــــدر القــــــــوم الـــرسول بذكرى * يمن بعثته يــــــــبدي خــــــــوافيــــــــهــــــــا
وإذ أبــــو لهب في الحــــــال قاطــــــــعه * وموه الحــــــــق بالتضليــــــــل تــــــــمويـها
وقــــال : يا ناس طه جــــــــاء يسحركم * بذا الطعام احــــــــذروا الاضلال والتيهــــــــا
هي انهضوا ودعـــوه أن يغش نفــــوس * الغير في هــــــــذه الدعوى ويصبـــــيهــــــــا
وهكذا ارفض ذاك الاجتماع وأنفس الجــ* ــمــــــــع داجــــــــي الكفر غـــــــاشيهــــــــا
وعــــــــاد طــــــــه إلى تـــــكرار دعوته * وكان حيـــدرة المقــــــــدام راعــــــــيهــــــــا
حــتى إذا اجــــــتمعــــــت للأكـــل ثــــــانــــــية * عــــــلى الخــــــوان انثــــــنى طــــــه يفـاهيها
فقال : ما جــــــاء قبــــــلي قــــــومه أحــــــــد * بمثــــــلها جــــــئت مــــــن نعــــــماء أســديها
لكــــــم بها الخــــــير في دنــــيا وآخــــــــــــرة * إذا انــــــضويتم إلى زاهــــــي مغــــــانيهـــــــا
فمــــــن يــــــوازرني منــــــكم فــــــذاك أخــي * وذاك يخــــــلفني فــــــي رعــــــي نــــــاميهـــا
فلــــــم يجــــــد من لبــــــيب راح مقــــــتنعــــا * بصــــــدق بعــــــثــــــته أو راح راضــــــيــــها
وكلمــــــا ازداد تبــــــيانا لبعــــــثــته الزهراء * زادتــــــه تكــــــذيــــبا وتــــــسفــــــيــــــهــــــا
وثــــــم بــــــو لهــــــب نــــــاداه : ويــــــلك لم * يجــــــئ فــــــتى قــــــومه مــــــا جــــئتنا إيها
تبــــــت يــــــداه فــــــإن الجهــــــل تــــــوهـــه * والكفــــــر فــــــي دركــــــات النار تــــــتويها
وكــــــرر المصطــــــفى أقــــــواله عــــــلنــــا * وقــــــــــــد تـــــــــــوسع إنـــــــــــذارا وتنبيها
فمـــــــــــا رأى غـــــــــــير ألبــــــــاب محجرة * هيهات ليس يلين النصـــــــــــح قاسيهـــــــــــا
وأنفســـــــــــا عـــــــــــن كتاب الله معــــرضة * والكـــــــــــفر قـــــــــــد كان والاشراك معميها
وأحجـــــــــــمت كلـــــــــــها عن فيض رحمته * مـــــــــــع يمـــــــــــن دعــــــــــوته فالكل آبيها
إلا العلي فنـــــــــــادى دونها : فـــــــــــأنـــــــا * نعـــــــــــماك يا هـــــــــــادي الأكـــوان باغيها
نادى : أن اجــــــلس ثلاثا وهو يعرض دعواه * على القوم يبـــــــــــغي مستجــــــــــيبـــــــــيها
حـــــــــــتى إذا بات مـــــــــــأيوسا ومنـــزعجا * مـــــــــــن الهـــــــــــواشم معــي عن ترضيها
عـــــــــــنها تولى إلى حـــــــــيث العلي منوها * به بين ذاك الجـــــــــــمع تـــــــــــنويـــــــــــهـا
وكان ماسكـــــــــــه مـــــــــــن طـــــوق رقبته * يقـــــــــــول : هـــــــــــذا لهـــــــا والله يحميها
وقـــــــــــال : هـــــــذا أخي ذا وارثي وخليفتي * عـــــــــــلى أمتـــــــــــي يحـــــــــــمي مراعيها
وقـــــــــــال : فـــــــــرض عليكم حسن طاعته * بعـــــــــــدي وإمـــــــــــرته ويـــــــــل لعاصيها
فـــــــــــارفض جمـــــــــــعهم والهزء آخـــذهم * إلى الغـــــــــــواية فـــــــــــي أدجــــى دياجيها
وهـــــــــــم يقـــــــــــولون : أحكام الغلام علي * يا أبا طـــــــــــالب كـــــــــــن من مطيعـــــــيها
كـــــــــــذاك حـــــــــــيدرة ماشى النــــــــبوة مذ * نـــــــــــادى المصـــــــــــطفى لبـــــــى مناديها
وشــارك المصطفى من يوم أن وضع الأساس * حـــــــــــتى انـــــــــــتهت عـــــــــــليا مبــانيها
***************