الجرح النازف

موضوع: الجرح النازف 5/4/2011, 9:59 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
فقد الأحبة غربة
ونبقى في رحاب هذه الكلمة الطيبة والتي تحوي الحكمة بأجل وأسمى معانيها
نعم أيها الأحبة
يعز
على الإنسان أن يفتقد أخاً له في الله أو عزيزاً من أعزته التي تربطه بهم
أخوة نسب أو قرابة دم أو صاحب قضى جل عمره مصاحباً له في الحل والسفر
وكم
هي المأساة عظيمة أن يتفاجأ إنسانٍ ما برحيل عزيز أو حبيب جمعت بينهما
الألفة والمحبة والعشرة تقاسما الحياة بخيرها وشرها ويسرها وعسرها ،
أفراحها وأتراحها ، وكم هي الفجيعة على قلب إنسانٍ ما حينما يسمع بمن تقاسم
معه المعيشة وأسس معه دار السعادة وأدار معه دفة الحياة قد أخذته الأقدار
عنه إلى عالم آخر يستحيل عندها الرجوع إليه أبداً
وما مدى الجرح النازف الذي يتركه ذلك الراحل في قلب ذلك المفتجع برحيله

نعم أيها الكرام
أكثرنا
إن لم نقل جلنا قد قد مرت علينا أيام شعرنا فيها بالغربة والوحشة والكآبة
التي علت صفحات وجوهنا والحزن الذي سيطر على مشاعرنا وتفجرت المأساة من
قلوبنا لتبدي جرحاً عميقاً لم يكن ليندمل لولا توفيق الله علينا بأن أودع
النسيان في نفوسنا لنسلى وننسى ، بسبب إفتقادنا لأبٍ أحسن تربيتنا أو أمٍ
ما برحت تحنو علينا أو أخٍ كان عضيداً لنا ومعيناً أو أختٍ زينت جمعتنا
ببسماتها وروعة حديثها أو بقريبٍ كان يواصلنا أو صديقٍ جالسناه واستمتعنا
بطيب نفسه وجمال حديثه
وهناك
من الناس من عاش غربة الإفتقاد لسنين عديدة ولبس ثوب السواد طوال سني عمره
التي عاشها وحيداً من دون حبيبه ، بل أن البعض من الناس لم يتحمل فراق من
يعزه ليعيش الحزن بعده لأيام تكون كفيلة بإلحاقه به
وقبل
أن أختم مقالتي سأعرج بكلماتي المتواضعة هذه إلى أرض الكرامة التي سالت
فيها الدماء الزكية لسيد الشهداء عليه السلام والثلة الطيبة من أهل بيته
وصحابته والتي فجرت جروحاًعميقةً في قلوب أحبتهم وذويهم نزفت بمرارة وقوبل
نزفها بصبرٍ جميل أدهش العدو قبل الصديق
نعم
لم نسمع عن إنسان قُطع جسده بالسيوف إرباً إرباً وفُصل رأسه عن جسده ويأتيه
أعز الناس إليه وهو مفجوعاً بمصابه ليضع يديه تحت ظهره ويرفعه بِسَكينة
مناجياً ربه قائلاً تَقَبل منا هذا القربان خلا إنسان تحلى بالصبر وتجلبب
بجلباب الإيمان وتَدَرع بثقته بخالق الأكوان فرأى أن ذلك العزيز ما هو إلا
عبد من عبيد الله أدى رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتحل راضياً
مرضياً ليُحيي بدمه دين الله ويُرعِب بمصابه أعداء الله فلا يهنأ لهم عيش والحسين خالد الذكر ولا يستقر لهم قرار والحسين للأحرار شعار
نعم
إن تلك الفجيعة التي مرت على الحوراء عليها لم يفقدها صبرها ولم يُنسِها
حزنها بل مزجت الصبر بالحزن والبكاء بالتجلد للتقوى بذلك على طاغوت عصرها
وتلجمه بعزتها لتتبين للناس حقيقته وتخمد نشوته ويهتز عرشه ويُزال سلطانه

أحبتي الأفاضل
قصدت في مقالتي العروج على ذكر الحوراء عليها السلام
لأكون من المشاركين معكم بالإحتفاء بذكرى مولدها والذي سيحل في الأسبوع القادم وقد أكون فيه عنكم من الغائبين
راجياً
أن تذكروني في مقالاتكم في ذلك اليوم ولا تنسوني من دعائكم واعلموا بأني
من الذاكرين لكم والداعين لكم بقضاء الحاجات وتفريج الكربات ودفع الضر
والبلاء وأدعو لكم بأن يُقر الله أعينكم باحبتكم ويجنبكم وإياهم كل سوء
ومكروه بفضل الصلاة على محمد وآله الطاهرين
صــ آل محمد ــداح

موضوع: رد: الجرح النازف 14/4/2011, 12:52 am

موضوع: رد: الجرح النازف 14/4/2011, 8:43 pm

نورتي غاليتي