مشرقة مدينتي كل يوم ترتدي حلة إبداع جديدة

هي المدينة التي على مر التأريخ الإنساني والثقافي قدمت ولا زالت تقدم كل
يوم معانٍ للإنسانية رفيعة
وصور للتألق والشموخ بديعة..

حيث احتضنت مدينتي عاصمة الثقافة الإسلامية كرنفال المرأة المبدعة الوطني
الذي نظمه مركز المرأة للثقافة والفنون ورعته لجنة المرأة والطفل في مشروع
النجف الاشرف عاصمة الثقافة الإسلامية.

"بالفن والأدب نبني العراق الجديد"تحت هذا الشعار انطلقت فعاليات الكرنفال
لترسم صورة مشرقة ولوحة مضيئة لجهد نسائي عظيم لطالما عطل و وئد قبل أن يرى
النور، كل فن وأدب لطالما عقر ليس لأجل شيء إنما لأجل العقلية الذكورية
التي صنعتها يد الظلم والاستبداد والجور التي ما انفكت تقتل الإبداع وتزهق
روح الفن .

مديرة مركز المرأة للثقافة والفنون السيدة ملكة الحداد رأت أن الكرنفال كان
فرصة رائعة منحت للمبدعات والفنانات من نساء بلدنا الحبيب للكشف عن
مواهبهن وفنونهن وقدراتهن وقدرتهن على الإبداع والرقي ،خاصةً وان النجف
الاشرف تستعد للتتويج بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية.

الحداد أكدت أن الكرنفال جسد بشكل واضح مدى التلاحم الوطني بين أبناء هذا
البلد الذي قد تقاذفته أمواج الفتن الطارئة وكادت أن تناله أتون الصراعات
والانقسامات لولا أبنائه النجباء من الرجال والنساء ،فكانت إحدى رسائل
الكرنفال هو نبذ العنف إلى جانب التأكيد على توطيد الوشائج الوطنية لأبناء
بلدنا الحبيب وهذا ما شهدناه من التنوع الرائع لحضورنا من جميع محافظات
بلدنا الحبيب.

ليس هذا فحسب بل للكرنفال رسائل أخرى منها الدعوة إلى محاربة كل أشكال
الفساد الذي بدأ يهدد اقتصاد ومستقبل بلدنا وأبناءه.

الحداد شددت على ضرورة أن تأخذ المرأة دورها في عملية البناء والاعمار
ومشاركة أخيها الرجل إيماناً منها بأن هذا البلد له أبناء عليهم جميعاً أن
يساهموا في نهوضه وتجاوز محنه ومن حقنا بل واجبنا كنساء أن نكون جزء وجزء
مهم في تلك العملية.

الكرنفال في أولى فعالياته كان افتتاح معرضاً للفنون التشكيلية تضمن عدد من
اللوحات الفنية والأعمال اليدوية لمجموعة من الفنانات العراقيات حاز على
إعجاب الجميع لكونه كشف عن مواهب وقدرات لو تستثمر لرسمت البلد بأحلى صورة
وزينت سفوحه وجباله ووديانه وأنهاره وبساتينه ومدنه بأروع الألوان وأجملها
.ليس على اللوحة فحسب بل على ارض الواقع وهي قادرة وجديرة بذلك.

تلا افتتاح المعرض قراءة لآي من الذكر الحكيم أعقبها قراءة للنشيد الوطني
على أنغام الجوق الموسيقي ثم كلمة للجنة المرأة والطفل في مشروع النجف
الاشرف عاصمة الثقافة الإسلامية بعدها كلمة اللجنة التحضيرية للكرنفال.

اوبريت شعري حمل عنوان (يا وطنا)من تمثيل مجموعة من ممثلي وممثلات فرقة
منتدى شباب النجف التابع إلى مديرية شباب ورياضة النجف الاشرف والنصوص
الشعرية للشاعر احمد هشام الوائلي بمساعدة المخرج سماح الفتلاوي وإخراج
الفنان إيثار الفضلي ضيف الشرف كان الفنان الكوميدي كريم الشيخ،تناول
الاوبريت بعض القضايا التي تتعلق بالمسؤولين بشكل ساخر وهادف تفاعل معها
الجمهور بالتصفيق والحماس والمسؤولون بالانسحاب من قاعة جامعة الكوفة التي
احتضنت فعاليات الكرنفال.

الفعالية الثانية كانت عروض الأزياء الحضارية والتي جسدت تأريخ العراق من
نبوخذ نصر إلى حمورابي إلى شهرزاد إلى أبو جعفر المنصور إلى الشاعر أبو
الطيب المتنبي و جابر بن حيان وغيرهم من الأعلام على مدى تاريخ بلدنا
الحبيب ،من تصميم المبدعة وئام المظفر.

اليوم الثاني من الكرنفال كان زاخراً بالفعاليات حيث كانت كلمات وقصائد
لمشاركات في الكرنفال ومن بينهن القادمة من أم الربيعين مدينة الموصل
الحدباء رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات في جامعة الموصل
الدكتورة عشتار داوود ،سبقتها إلى ذلك الرقيقة التي حملت صورة مدينتها وهي
تعبر عن هويتها بقصيدة رائعة إنها الشاعرة والأكاديمية السيدة خديجة محمد
من مدينة صلاح الدين.

بعد ذلك عرض فلم وثائقي يتناول العنف ضد المرأة سيناريو وإخراج الفنان
إيثار الفضلي تناول ظاهرة سلبية عاشتها المرأة وهو تخضع لمتسلط فاشل لا
يصنع في حياته سوى الخراب والحرمان يسرق قوت عياله من اجل ملذاته وشهواته
وتاركاً فيها زوجته وأطفاله لقمة سائغة للجوع والحرمان والعوز ،بل يعتدي
على زوجته وأطفاله ،الفلم أجاد في رسم صورة معانات المرأة وهي ترزح تحت نير
ظلم الرجل ،وقد ترجم المأساة الحقيقة للمرأة و قد أثار إعجاب الحاضرين .

وللانبار حضور وأي حضور حيث الشاعرة المبدعة إخلاص الطائي ،تلتها قراءات
وقراءات لشاعرات مبدعات من بابل وبغداد والموصل الحدباء وكركوك الإخاء
فكانت بحق فرصة للإبداع .

ختام الجلسة الصباحية مشهد مسرحي من تأليف الفنان إحسان التلال وإخراج
المبدع الأستاذ علي المطبعي وتمثيل الفنان الكوميدي ناظم زاهي والفنانة
أفكار والفنان إحسان الزيادي والفنان احمد ألخالدي حملت عنوان (الموؤدة)
تناولت بالنقد الساخر كيف يتعامل الزوج الأمي الجاهل مع زوجته المتعلمة
صاحبة الشهادة وهي تسعى للحصول على وظيفة تليق بها ،المسرحية جسدت النظرة
العرفية للمرأة التي تمنعها من الخروج من بيتها لأي سبب كان كما وجهت
انتقادات صريحة لبعض المسؤولين وهم يحملون شهادات تخرج مزورة في إشارة إلى
عدد من أعضاء البرلمان والمسؤولين .

كرنفال المبدعة الوطني كان الثاني من نوعه فقد سبقه مهرجان أديبات العراق
وبذلك تسجل النجف الاشرف شرف السبق في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية
التي يقوم عمادها الأساس على العنصر النسوي .

مسك الختام كان توزيع الشهادات التقديرية على المبدعات والمشاركات
والقائمات على الكرنفال كما شملت بعضاً من الرجال لدورهم في إنجاح الكرنفال
ومن بينهم مدير شباب ورياضة النجف الاشرف السيد عباس إدريس الذي قدمت
مديريته فعاليتين في الكرنفال الأولى اوبريت يا وطنا والثانية فلم وثائقي
عن العنف ضد المرأة ,قدم الشهادات التقديرية السيد محافظ النجف الاشرف الذي
تمنى تكرار مثل تلك الكرنفالات والمهرجانات في النجف الاشرف مبدياً ترحيبه
بالحضور من جميع المحافظات في مدينتهم عاصمة الثقافة الإسلامية.